الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

مراد ماهر لأهالينا : " إن قررت القرية هجرنا لضاعت من أيامنا هويتنا"

"الثورة .. أكبر نكبات تاريخ مصر الحديث"
المرأة في حياتي "هي التاء المربوطة في أبجديتي ... حرف غير شرعي"
"القالب  في ذاته ليس هدفا لي ،  و إنما كل القوالب وسائل لأصل بفكري ورسائلي لمن حولي "

أجرى الحوار : سارة درويش
3ail_mawkos
قال أنه سيكتب عن " جهل الناس فى بلدنا بالفرق ما بين الدين والعيب , ما بين الدقة اللى فى قلب الخايف والرعشه اللى فى عين المظلوم , ما بين الفاس العرقان بدموع الأرض والفقر اللى بينحر فى عيدان الجلاليب " .
وقال "حكتب عنى وعن نور الصبح اللى وانا صغير كنت بقول :" هانت كلها كام حلم وحصحى الاقيه قدامى ينورلى اللى اتبقى فى عمرى " .
قال أنه سيكتب حواديت لذا كان علينا أن نقترب من عالم صاحب الحواديت ( حواديت عيل موكوس ) كتابه الثاني الذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام ولم يكن هذا عمل الكاتب مراد ماهر الأول وإنما هو ثاني أعماله فقد صدر له عن دار اكتب للنشر والتوزيع في عام 2008 مجموعة قصصية بعنوان ( سلك شايك ) تحولت واحدة من قصصها لفيلم روائي قصير بعنوان ورد القرافة ومعه كان هذا اللقاء
دائماً ما يكون للمبدع شخصيتان ، إحداهما يعرفها فقط زملائه وأقاربه والأخرى يعرفها فقط قراؤه .
ما الفرق بين الــ  مُرادين ؟؟
*  أولهما فرضته علي مقتضيات الواقع والبيئة العملية والأسرية ومتطلبات الزمن القائم وتأثيره علي التوجه واعتقادات النفعية .
والآخر وجدته بداخلي دون اختيار أو سابق تنبه ،  يعشق الحرف ويبجل اختلاف الفكر ويسعى للتفرد فيه ، ويقدس التأمل إلى  حد التوازي مع الإيمان برسالة من دون وحي .
في الواقع مراد الأخير لا يحب كثيرا مراد الأول ،  ومراد الأول لا يعترف كثيراً بالأخير , ولكن في النهاية أوقن أن ما يقرأه الناس نتاج انصهار غير شرعي ولا معلن للــ مرادين .
عندما قررت أن تنشر أول مجموعاتك القصصية ، ما هو الشيء المختلف الذي شعرت أنك تقدمه للأدب بهذه المجموعة ؟
*   أنا دائما أبحث عن الاختلاف ، مؤمن أن من يكتب دون إضافة أو تجديد وجب عليه بأن يكف ويكتفي .
في كتابي الأول " سلك شايك " .. أدعي أن في اللغة اختلاف وبعض ابتكار ،  وفي أفكار القصص مزيج من التفرد والإبهار محمولة برسائل أظنها جزء من دور الكتابة الجادة في أي عصر .
البنية التحتية والقالب أظنني حاولت جاهداً إزاحتهما من مسار الجمود الأكاديمي المتكرر والثوابت المسبقة التجهيز .
وأعتقد أن من قرأ "سلك شايك"  يستطيع أن يتحسس هذه النزعة للاختلاف .
-  حكيت عن القرية في " حواديت عيل موكوس"  ببراعة .. تُرى هل حكيت عنها من خلال المعايشة أم من خلال القراءة عنها ؟
*  من خلال المعايشة والقراءة معاً ،  فقد عشت قسطاً وافراً من النشأة في القرية ، حتى ولو كنت بعيداً فعلياً عن تفاصيلها ولكني مرتبط بالقرية وتفاصيلها بقدر كبير .
والقراءة أثرت المعايشة من دون شك .
- ولماذا اخترت أن تكتب عن القرية ؟
لأن القرية هي قوام مصر ونواة الحياة فيها ،  و القرية هي رحم المصريين وكنز عاداتهم ومعقل أصالتهم .
والفلاح هو الدليل الباقي علي الأمل في شموخ هذا الوطن , وأقولها عن يقين  "  إن قررت القرية هجرنا لضاعت من أيامنا هويتنا "  .
-  في حواديت عيل موكوس وفي بعض قصص " سلك شايك " حكيت على لسان طفل ، ونجحت في أن تجعل القارئ يتعايش  مع  الراوي كأنه فعلاً طفل .. فهل فكرت في أن تكتب  للأطفال ؟
*  أظنني طفلاً يفخر بكونه يكتب مخاطباً الكبار ، وأظنني أكثر جبناً من أن أخاطب هؤلاء فطرة العقل وعذرية القلب .
- لماذا اخترت أن تكتب " حواديت عيل موكوس " بالعامية ؟
أنا أعتز كثيراً  بالفصحي وأعشقها . ولكن في تجربة "حواديت عيل موكوس " ،  أردت أن أطرح أدبا يلم الشمل ،  يجذب القارئ وغير القارئ ، يحمل البساطة والعمق و يخاطب الناس بأريحية خطابهم اليومي ، كنت مهموماً بكسب ثقة الناس حتى أجذبهم للسطور وأنقش الحروف علي أكفهم ليصافحوا بها أيامهم ، فاستخدمت العامية كواحدة من وسائلي لإدراك تلك الغاية .
*صندوق رقم 10 في "حواديت عيل موكوس " كان صندوق  الحظ ،  ماذا تتمنى أن تجد في صندوق رقم 10 في حياتك ؟
ضحك قائلاً "  صندوق رقم عشرة في حياتي أتمني أن يكون فيه قلم يحترف الخلود ، وقارئ يحترم الاختلاف "  .
" إوعى تنام لحسن تصحى تلاقي الكرباج لونه اتغير فتفكر ثانية إن الكرباج ما بقاش كرباج "
سؤال شرير .. ماذا تقصد بهذه الكلمات ؟؟
* قصدت به أن استبدال ظالم بظالم لا يعني حلول العدل ، وأن استبدال ديكتاتور بآخر لا يعني حلول العدل . قصدت أن القيد هو دائما قيد , حتي ولو لونوه بأبهة العظمة السلطانية .
"وكفاية كده . هههههههههههههههههه "
-  أين أنت من أحلامك الأدبية ؟
* من أخلص لشئ وأحبه كافأه الله به ...
والكتابة عندي فعل حياة ، وأسير في طريقي ربما ببطء أو تأني لكني موقن أني سأصل برسالتي حيث يريد الله وكيفما شاء ... وثقتي في ربي ليس لها حد أو ريب .
- هل فكرت من قبل أن تتوقف عن الكتابة ؟
* كل يوم .
- ولماذا تتراجع عن قرارك ؟
* "معنديش رد ... فقط لا أستطيع. "
- كتبت واصفاً نفسك في" حواديت عيل موكوس " : " أنا لست قاصا ولا روائياً ولا حكاءاً ولا ساردا ؛ فقط أجسد تأملاتي في ثوب يصطلح عليه ويتقبله الآخرون"
هل  تعني بهذه الكلمات أنك ضد تصنيف الأدب  لقصة ورواية وشعر ونثر وخاطرة ... إلخ ، ووضع شروط صارمة للقصة واحد واثنين وثلاثة وإلا لا تكون قصة ؟؟
* بل أعني بكلامي  أن القالب في ذاته ليس هدفا لي ،  و إنما كل القوالب وسائل لأصل بفكري ورسائلي لمن حولي .
-  رصدت في حواديت عيل موكوس بذكاء عن تطورات سياسية كتيرة اثرت على قرية مصرية كالثورة والنكسة والنصر وغيرها من أحداث .. في رأيك أي حدث منهم  كان أكبر تأثيراً على الحياة الاجتماعية في مصر  ؟
* الثورة .. أكبر نكبات تاريخ مصر الحديث ..
وكل ما مرت به مصر وما تمر به  هو نتائج مباشرة وغير مباشرة لانقلاب يوليو المجيد .
- أين المرأة من كتابات مراد ماهر ومن حياته ؟
* المرأة في كتاباتي موجودة بنفس حيز وجود الرجل ، وفي حياتي أقول "هي التاء المربوطة في أبجديتي ... حرف غير شرعي ".
* هل أنت مع أم ضد الذاتية في الكتابة ؟ ولماذا ؟
أنا من مؤيدي الذاتية ,, تلك التي تحال في ذات النص الي الجمعية ثم الي الشمولية الجدلية ، لكني ضد الذاتية منفردة

____________________________________________
نُشر بجريدة أهالينا الإليكترونية بتاريخ 19 نوفمبر 2010

ليست هناك تعليقات: