الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

عبد الغفار الصابر لأهالينا : النظام عامل حسابه كويس ومقاطعة الانتخابات لن تحرجه أمام المجتمع الدولي

دخول الانتخابات رغم ما فيها من تزوير يعتبر نوع من النضال الوطني 
 يجب على الأحزاب السياسية أن تقوم بدورها في توعية الشعب
 توعية الشعب ليست مسئولية الحزب الحاكم لأنه المستفيد الأول من غياب الوعي
أنا معجب جداً بحركة 6 إبريل وكفاية لأنهم ينزلوا للشارع ويلتحموا بالمواطنين ويعبروا عنهم


أجرى الحوار - سارة درويش
عبد الغفار سليمان الصابر من مواليد قرية الدهتورة - مركز زفتى بالغربية ، في 1 مارس 1950 ، حاصل على بكالوريوس العلوم والتربية من كلية طنطا ، و شغل عدة مناصب منها مدير عام بالتربية والتعليم ، و وكيل أول بمدرسة ثانوية عسكرية .
مارس عبد الغفار الصابر العمل السياسي منذ كان طالباً من خلال الانضمام إلى  الاتحادات الطلابية ومنظمات الشباب والاتحاد الاشتراكي .
وخاض انتخابات مجلس الشعب عدة مرات على فترات متباعدة عن دائرة زفتى .
كما شارك في تأسيس حركة " مواطنون ضد البيع " التي تبنت قضية بيع محالج القطن في مصر وعلى رأسها محلج زفتى 2010 ، كما شارك في الكثير من الحملات الشعبية من أجل تصحيح أوضاع المعلمين ، والعمال وغيرهم ..
وهو الآن يشغل منصب أمين محافظة الغربية بحزب التجمع ، وقد قرر أن يخوض الانتخابات هذا العام بعد فترة طويلة من معارضة الاشتراك في الانتخابات نظراً لكل ما يحيطها من تزوير وتزييف ، و قد أثار تغير موقفه اهتمام الكثيرين وأثار تساؤلات عديدة مما دفعنا لأن نجري معه هذا الحوار ...
- أ/ عبد الغفار لقد كنت حتى وقت قريب من أشد معارضي المشاركة في الانتخابات في ظل الظروف المحيطة بها من عدم نزاهة وتزوير وعدم وجود إشراف قضائي على الانتخابات ، وهذا العام غيرت رأيك وقررت الترشح في مجلس الشعب . هل من الممكن أن توضح لنا أسبابك ؟
* فعلاً أنا كنت في فترة من الفترات أعارض دخول الانتخابات للأسباب المعروفة ، ولكن السياسي الحقيقي  هو من يطور أفكاره ويغير مواقفه  حسب تغير الظروف .
- في رأيك .. هل تغيرت الظروف المحيطة بالانتخابات ؟
*  لا لم تتغير ولكن أفكاري أنا تغيرت ، ففي الفترة التي كنت أفكر فيها هل الصواب أن ندخل الانتخابات أم لا  كنت بالمصادفة أقرأ كتاب عن تاريخ الحياة السياسية في مصر في فترة ما قبل الثورة فاكتشفت أن حزب الوفد كان يدخل تقريباً كل الانتخابات ما عدا مرة أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر ، و هو يعلم أنها ستزور ضده وكانت تزور فعلاً وتفوز عليه أحزاب أقلية لا تمثل الشعب ، ورغم هذا كان يدخل الانتخابات كل مرة وكان يعتبر دخول الانتخابات نوع من النضال ،والآن تاريخنا يذكر حزب الوفد وينسى كل الأحزاب التي فازت بالتزوير ، هذا جعلني أعيد التفكير  و رأيت أن دخول الانتخابات هو الذي يبقى ويدفع بمصر إلى الأمام .
النقطة الثانية هي أنه في تلك الفترة كانت تقام المباريات التمهيدية لكأس العالم ، وفي إحدى المباريات فازت فرنسا في مباراة وانضمت للمونديال بهدف حققه لاعب بلعبة مخالفة لقواعد اللعبة وغيرها من الأخطاء وكان الحكام يخطئوا ويغيروا في نتائج المباريات ورغم ذلك لم يحدث أن انسحب فريق رغم الأخطاء الفادحة والواضحة .
ولاحظت أن الفرق واصلت اللعب وفي نفس الوقت  لم تفرط في حقها واحتجت وقدمت شكاوى رسمية  وبالتالي بدأت الفيفا في التفكير في كيفية التغلب على هذه المشاكل .
وبالقياس ،  اللعبة السياسية في مصر تحدث فيها مخالفات وأخطاء فادحة لكن يجب أن ألعبها وأناضل وأكافح من أجل تصحيح الأخطاء وجعلها نزيهة وصحيحة ، وبالتالي آمنت بأن دخول الانتخابات واجب وطني .
السبب الثالث لخوضي المعركة الانتخابية هذا العام هو أننا لا نتعلم الديموقراطية بين يوم وليلة ، لا يجب أن أقارن بين الديموقراطية الموجودة في انجلترا الموجودة منذ مئات السنين وبين ديموقراطية نريد إقامتها اليوم في مصر بين شعب يعاني أكثره من الأمية ولازلنا نحتاج لأن نضع لكل مرشح رمز انتخابي مرسوم كي يذهب المواطن للانتخاب على أساسه لأنه " ما بيعرفش يقرا الاسم !! "
فبالتالي لابد أن أكون واقعي وأن أعرف طبيعة وظروف المجتمع الذي أعيش فيه ولا أطالب بديموقراطية بريطانيا ، ولا أقصد بذلك أننا لا نستحق ديموقراطية بريطانيا ولكن أقصد به أن كفاح الشعوب تراكمي .
- ما الذي يجب علينا فعله – من وجهة نظرك – كي تتغير الظروف المحيطة بالانتخابات كي تصبح انتخابات نزيهة ؟
* · هناك دورين علينا أن نقوم بهم ، دور للشعب ودور للنخبة في المجتمع ، ودور النخبة أكبر بكثير من دور الشعب المطحون في اللهث وراء لقمة العيش ومحاولة التعايش مع ظروف الحياة الصعبة ، بينما النخبة مرفهة  تكتفي بالكلام في المكاتب والقاعات المكيفة دون أن ينزلوا للشارع ويشاركوا الناس معاناتهم .
النخبة عليها أن تدفع الثمن وتتصدى للنظام ، أنا معجب جداً بكل الحركات الشبابية التي نزلت الشارع سواء كانت كفاية أو 6 إبريل أو غيرها من حركات شبابية .
وأنا لا أقصد بالصدام مع النظام والتصدي له الصدام المسلح ولكنني أقصد الصراع الفكري ، الاعتراض وأن نقول " لا  هذا خطأ " ..
الدور الثاني للنخبة هو توعية المواطنين ، فالتوعية ليست مسئولية النظام الحاكم لأنه مستفيد جداً من غياب الوعي الشعبي ، والتاريخ يؤكد هذا فالخديوي  سعيد فور توليه الحكم أغلق المدارس وقال " إن الأمة الجاهلة أسلس قيادةً من الأمة المتعلمة " .
- من هي بالتحديد النخبة التي تقصدها ؟
الأحزاب السياسية ، و " لازم الأحزاب ما تتحججش بقانون الطوارئ "  فأنا أمين حزب التجمع بالغربية وأعرف كم المتاعب التي نواجهها كي نحصل على تصريح بإقامة ندوة في الشارع ولكن يجب أن تنتهي هذه الفترة .
- في الوقت الحالي شباب 6 إبريل ينزلوا للشوارع ويقوموا بتوعية الناس سياسياً دون تصاريح ولا ندوات ..
نعم ، هذا جميل جداً وهذا ما يجب أن يحدث من الأحزاب فهم يمتلكون إمكانيات أكبر من هؤلاء الشباب كما أن تعاونهم مع الشباب سيجعل مجهوداتهم وقراراتهم تتسم بالحكمة في توجيه الأمور بدلاً من أن يضيع حماس وطاقة هؤلاء الشباب دون فائدة .
- ما رأيك في الفكرة التي تنادي بها بعض الأحزاب وهي مقاطعة الانتخابات من أجل إحراج النظام أمام المجتمع الدولي ؟
* · " النظام عامل حسابه كويس أوي " ، في مصر 24 حزب ، لو أعلن  10 منهم مقاطعة الانتخابات سيدخلها 14 حزب من الأحزاب الشكلية التي منحها النظام تصاريح ويصبح المجلس بأكمله تابع للنظام ولن يحرجوا النظام أمام المجتمع الدولي  وسيصبح الشعب هو الخاسر الوحيد .
إحراج النظام يحدث في حالة امتناع الــ 24 حزب عن دخول الانتخابات " ولو دا حصل يبقى الثورة بعد 24 ساعة " .


_____________________________
نُشر بجريدة أهالينا بتاريخ 9 سبتمبر 2010

ليست هناك تعليقات: