السبت، 1 سبتمبر 2012

الروائية رباب كساب: أبحث عن وطن يتنفس الجمال لا يفلسفه

القاهرة ـ سارة درويش
تقول الروائية والقاصة المصرية رباب كساب، إن "أبطالها يبحثون عن الربيع الهارب منهم، وأبحث أنا عن وطن يتنفس الجمال لا يفلسفه لا يعرف الغدر ويدعي البراءة، وطن يحتملني حين أعشق".
التقى "العرب اليوم" الروائية رباب وكان معها هذا الحوار عن الوطن والأدب وأشياء أخرى..
* حضرتِ معظم المليونيات في التحرير، قبل التنحي وبعده، وتحاولين المشاركة في توعية الناس من حولك بالوضع السياسي القائم.. وفي الوقت نفسه تكتبين مقالات عدة عن الوضع السياسي الحالي لمصر.. هل هذا يعني أن " الكتابة وحدها لا تكفي" في رأيك كدور اجتماعي للأديب؟
- الكتابة لا تكفي لأن كل الناس لا تقرأ، اعتدنا منذ فترة طويلة على المعرفة السماعية من خلال التليفزيون والإذاعة، وباتت الوسائل تتبدل حتى صار بإمكانك الاشتراك في خدمة الأخبار لتأتيك رسالة قصيرة على موبايلك بالجديد، فما الداعي إذن لقراءة مقال أو البحث عن خبر مكتوب، لهذا أتحدث مع من حولي سواء في العمل أو غيره ممن تجمعني بهم الظروف، في محاولة لتقريب وجهات النظر، مع رغبة مني في فهمهم وفهم ما يريدون وبما يفكرون.

* هل ترين أن الأثر الاجتماعي للأدب في مصر يمتد ليصل إلى "العم صابر" و"الأسطى محمد"، أم أن تأثيره محدود في طبقة معينة، هي الطبقة المثقفة أو المُطَلِعة؟
- عم صابر والأسطى محمد هم هدف كل من يمسك بالقلم، لكنه هدف صعب في مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية، كما ترتفع فيه نسبة البطالة والفقر، فأيهما أولى شراء رغيف الخبز أم شراء كتاب أو صحيفة؟ كما أن بعض الكتاب يرتفعون بثقافتهم وأسلوبهم عن القارئ غير المتمرس، فيجد بينه وبين هؤلاء حاجزًا، ولا ألوم على الكاتب فالأمر أشبه بمعادلة إن اختل أحد أطرافها فسدت، فالكاتب يحب استغدام اللغة واللعب بها واستعراض موهبته فتختل منه المعادلة، فليس كل من يمسك كتابه قادرًا على استيعاب ذلك، فهناك قارئ يخرج من العمل بتسلية ومتعة، وهناك الباحث الناقد، وهناك من يخرج ويستنبط باحثًا عن إسقاطات أو توريات وهو قارئ متمرس.

* ما هو تقييمك للدور الاجتماعي للطبقة المثقفة في مصر قبل وأثناء الثورة؟
- مجتمعنا المثقف كان منعزلاً قبل الثورة، يعيش آلامه وحده وفي هالة ينسجها من معارفه العقلية والبشرية، قليل منه من كان يختلط بأوساط مختلفة أو شرائح مجتمعية مختلفة، وهذا ما أوجد الهوة الكبيرة بينهم وبين الشارع بعد الثورة فلا توجد لغة حوار مشتركة ولا أدوات توصيل مهمة تفيد رجل الشارع.
* هل فكرتي في كتابة رواية سياسية ؟
- لا أحب فكرة التصنيف رواية رومانسية أو اجتماعية أو سياسية، ثم إن كل جوانب الحياة خاضعة للسياسة بدءًا من الحب وحتى ملابسك، لو تحدثت في رواية عن حبيبين فرقهما الفقر فأنت بذلك تكتبين عن السياسة، لو تكلمت عن رغيف الخبز وأنبوب البوتاجاز وسوء حال المواصلات فهذه سياسة.
قد يكون سؤالك هل تفكرين بكتابة رواية أبطالها من العاملين بالسياسة؟ حينها أقول لك أتمنى ذلك .

* رباب أشعر أنك تعتزين كثيرًا بأعمالك الروائية، وكأنها الأقرب إلى قلبك من القصص هل هذا صحيح؟
- صحيح لأن الرواية بالنسبة لي حياة، رحلة جميلة في عالم من صنعي، لحظة أن أخط أول كلمة فيها تبدأ معي شهور حمل بكل آلامها وبكل أفراحها وخاصة حين تكتمل ملامح الشخصيات وتتضح اتجاهاتها بالضبط كالأم حين تشعر بدبيب حركة جنينها في بطنها، ولكن الأم تفرح حين يخرج وليدها وتسمع بكاؤه، أما حين أضع كلمة النهاية آذنة بانتهاء فترة الحمل والمخاض أشعر بوجع كبير لأن صلتي بتلك الحياة قد انقطعت وأن هؤلاء فارقوني ومضوا لحال سبيلهم، ولا يتجدد الشعور الحقيقي مرة أخرى بداخلي إلا بعد أن أبدأ رواية جديدة.
أما القصة فهي دائمًا ومضة تخرج مرة واحدة، وتنتهي لمحة من لمحات الحياة، وقليل جدًا هو عدد القصص التي كتبتها واستغرقت مني وقتًا طويلاً أو أيامًا .

* هل تتعمدين تجنب الذاتية في رواياتك؟
- لا يخلو عمل كتبته من بعض مني، ولكني أحاول فصل ذاتي تمامًا عن العمل مثلما فعلت بـ"مسرودة"، وحين تطرقت لنفسي في الفصول الثلاثة لم أجعلها شخصية رئيسية.

* البطلة في "مسرودة" وفي "قفص اسمه أنا"، خسرت كثيرًا على الصعيد الاجتماعي من أجل تحقيق طموحها في الحياة العملية.. هل تشعر رباب أنها خسرت اجتماعيًا كي تحقق طموحها ؟
- خسرت لكني أتجاوز دائمًا إحساس الخسارة بطعم النجاح.

* يحدث أحيانًا أن تتمي عمل روائي أو قصصي ثم تحكمي عليه بالسجن المؤبد خلف قضبان شاشتك وحدك، وتقرري عدم نشره.. فلماذا؟
- لإحساسي أنه لا يستحق النشر، كما أن لي أصدقاء يتابعون معي ما أكتبه أولا بأول، ويستشعرون معي مواطن القوة والضعف، وفي النهاية حين أجد أني أميل معهم لضعف العمل أتركه ولا ألتفت له، ثم أن هناك شعورًا قويًا يداهمني بمجرد الانتهاء من العمل أو قبل الانتهاء منه، بأن ذلك سيكون عملي المقبل.

* هل رباب بنفس قوة "صفاء" و "مسرودة "، قادرة على اتخاذ قرار يقلب حياتها رأسًا على عقب كي تحقق طموحها ؟
- هما مني.

* إقامتك بعيدًا عن العاصمة هل أضاف لكتاباتك أم أثر عليها؟
- بالطبع أضافت، الكاتب ابن بيئته في الأساس، مفرداتك موروثاتك ذكرياتك تدمجينها في داخل موضوعاتك حتى لو كنت تكتبين عن بلد آخر.

* في رأيك.. لماذا اختفت القرية من الأعمال الأدبية الحديثة؟
- لأنه لم تعد لدينا قرية يا عزيزتي، لم تعد القرية بمفهومنا عنها قديمًا، ما لدينا الآن أناس يعملون بالزراعة يسكنون حيزًا سكنيًا أو مجتمعًا صغيرًا يُسمى في علم المجتمع الريفي حسب تسميات الماضي قرية، بقى من القرية الزراعة، أما ما يظهر عمارات أسمنتية، أطباق استقبال يسهرون أمام ما تنقله ليلهم ويقضون معها غالبية نهارهم، أفران ومطاعم، إنترنت كافيه وأماكن لألعاب البلياردو والبلاي استيشن (معدش حد بيلعب سيجا) ولم يعد هناك فارق عن المدينة، بات مجتمع القرية المنتج مستهلكًا إلا من رحم ربي.

* الفعاليات الثقافية الحالية، حفلات التوقيع والندوات والصالونات الأدبية - في رأيك - هل تقدم إضافة "حقيقية" للثقافة في مصر؟
- حفلات التوقيع شكل دعائي حميمي، لأنه في الغالب يجمع أصدقاء الكاتب أكثر من جمهوره، أما الندوات والصالونات الأدبية بعضها يقدم إضافات حقيقية، والكثير منها لغو وملء فراغ الحياة الثقافية.

* هل فكرتي في الانضمام إلى جماعة أدبية؟
- لا ولم يخطر ببالي الانضمام أبدًا، أحب حريتي، لا أحب الالتزام بمواعيد إلتقاء الجماعة، ولا التقيد بهم كقراء ونقاد في الوقت ذاته، أحب أن أكون وحدي، وبعد أن أنهي عملي ألقي به على طاولة القارئ والناقد على حد سواء، أراد القراءة فمرحبًا، أراد النقد سأسعد كل السعادة.

* ما هو تقييمك لدور النقد الأدبي في الوقت الجاري؟
- تحت الصفر، لازلنا نفتقد نقادًا يتابعون زخم الإنتاج الغزير لشباب الكتاب، أعداد المشتغلين بالنقد قليل جدًا، أعذرهم أحيانًا لكثرة المنتج ومحاولة الفرز بين الغث الرديء والجيد، ولكني أفتقدهم.

*  يرى البعض أن إقبال الشباب على الإنترنت صرفهم عن القراءة والإطلاع، وبالتالي قلّ مستواهم الثقافي، في حين يرى آخرون أن الإنترنت خدم الثقافة كثيرًا وسهل انتشارها.. إلى أي الفريقين تنتمي رباب كساب؟
- قبل أن أدخل عالم الإنترنت كانت تسيطر علي فكرة أنه لا أحد يقرأ، لكني وجدت المنتديات الأدبية زاخرة بالآلاف من الشباب والكبار، ولأني كنت عضوة في كثير من المنتديات ومشرفة في بعضها فكنت دومًا ألتفت للأعداد وأقول في نفسي "معقولة كل دول بيقروا؟"، ووجدت مدونات ومواقع بها الكثيرين، وحين قامت الثورة عرفت في الشارع شبابًا يقرأ أخذ من الإنترنت وسيلة معرفة وشكل من أشكال التواصل وإزدياد حصيلة الفكر والمعرفة، ولا أظن أنه أفقدهم القراءة فهم يقرأون عليه أكثر مما لو مسكوا كتبًا.
وأتذكر في ليالي الاعتصامات بعد 8 حزيران/ يونيو، أني وجدت شبابًا يمسكون روايات وكتب يقرأونها على ضوء مصابيح الميدان، لازلت أثق في سحر الكتاب أيضًا.

* هل عوّض التواصل الإلكتروني ما تفتقدينه نتيجة بعدك عن العاصمة ؟
- عوضني كثيرًا جدًا جدًا، لكن نفسي التي لا تقنع إلا برؤية كل شىء رأي العين والحديث وجهًا لوجه، لا تجد غنى عن الذهاب إلى العاصمة التي أعشقها.

جدير بالذكر أن رباب كساب روائية وقاصة مصرية، وُلِدت في محافظة الغربية، في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1977، صدر لها ثلاث روايات هي "قفص اسمه أنا" 2007 ، "مسرودة" 2009،  رواية "الفصول الثلاثة" عن دار الكتاب العربي في بيروت 2010 .
رحل مخلفًا 40 ألف رسمًا كاريكاتوريًا لاذعًا

25 عامًا على اغتيال الفنان الفلسطيني ناجي العلي

إحدى رسومات الفنان الفلسطيني ناجي العلي
القاهرة ـ سارة درويش

يصادف الأربعاء، 29 آب/ أغسطس، الذكرى الـ 25 لرحيل الفنان الفلسطيني، ناجي العليّ، في العام 1987، بعد غيبوبة دامت أكثر من شهر، إثر رصاصة أصابته تحت عينه اليمنى، في الـ 22 من تموز/ يوليو من العام نفسه، في لندن، أطلقها عليه شاب مجهول لهدف اغتياله. وسُلِبنا العليّ قبل أن يكشف لنا عن وجه حنظلة، الذي أصرّ ألا نرى وجهه إلا "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته". إلا إن حنظلة، رغم مرور 25 عامًا على رحيل مبتكره، ظل رمزًا للثورة الفلسطينية، وأطفال الحجارة، بل ورمزًا للمقاومة في الوطن العربي بأسره، كما يظل قاتله مجهولاً حتى الآن، بعد أن أثار اغتياله جدلاً واسعًا بشأن الجهة التي كانت وراء الاغتيال، حيث اتهم البعض إسرائيل بالضلوع في الجريمة، فيما اتهم آخرون منظمة "التحرير" الفلسطينية، واتهمت كذلك المخابرات العراقية، والسورية، فيما لا توجد أية دلائل ملموسة تثبت تورط جهة منهم. ويعد ناجي العلي واحدًا من أهم الفنانين الفلسطينين، الذي تميزت رسومه الكاريكاتورية بالنقد اللاذع، ولقب بـ"ضمير الثورة" حيث دأب على نقد القادة الفلسطينيين والعرب، ولم تقتصر رسومات العلي على الهم الفلسطيني فقط وإنما امتدت لتشمل التعبير عن تدهور أحوال الأمة العربية، بسبب حكوماتها، إضافة إلى انتقاده سياسات المجتمع الدولي تجاه فلسطين.
ويعد حنظلة هو أبرز شخصية ابتكرها العليّ، وهو صبي في العاشرة من العمر، يعقد يديه خلف ظهره، كرمز للفلسطيني الذي يعاني ظلم الاحتلال، وظهر حنظلة للمرة الأولى في جريدة "السياسة" الكويتية، في العام 1969، وقال عنه العلي إنه "الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية"، وأنه "ولد في العاشرة وسيظل دائمًا في العاشرة، ففي تلك السن غادر فلسطين، وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة، ثم يبدأ في الكبر"، وأضاف "قوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".
وفي العام 1973، بعد "حرب أكتوبر" رسم العلي حنظلة بيدين مكبلتين، تعبيرًا عن "رفضه المشاركة في حلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعًا".
يشار إلى أن العلي انتقد السلام مع إسرائيل انتقادًا لاذعًا، إلى الدرجة التي أغضبت بعض الحكومات العربية، حتى أن مصر منعت عرض فيلم جسد فيه الممثل المصري نور الشريف شخصية ناجي العلي.
وتعود بداية العلي الفنية إلى العام 1961، حين اكتشفه الصحافي والأديب الفلسطيني، الراحل، غسان كنفاني، الذي شاهد 3 أعمال من رسوم ناجي، في زيارة له إلى مخيم عين الحلوة، فنشر له أولى لوحاته، في مجلة "الحرية"، في عددها الـ 88 الصادر في 25 أيلول/ سبتمبر 1961.
وفي العام 1963سافر العلي إلى الكويت، ليعمل محررًا ورسامًا ومخرجًا صحافيًا، في صحف "الطليعة"، "السياسة"، القبس"، الكويتية، والدولية، و"السفير" اللبنانية.
ولا يعرف تحديدًا تاريخ ميلاد ناجي العلي، ولكن يرجح أنه ولد العام 1937، في قرية الشجرة الفلسطينية، الواقعة بين طبريا والناصرة، وهاجر مع أسرته في العام 1948 إلى جنوب لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هاجر من هناك، في العاشرة من عمره، وتعرض إلى الاعتقال أكثر من مرة في السجون الإسرائيلية، لنشاطته المعادية للاحتلال، فقضى غالبية وقته، داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، وكذلك اعتقله الجيش اللبناني أكثر من مرة.
وسافر ناجي إلى طرابلس ونال منها شهادة في ميكانيكا السيارات، وتزوج من السيدة وداد صالح نصر، من بلدة صفورية الفلسطينية، وأنجب منها 4 أولاد. ورحل العلي في آب/ أغسطس 1987 مخلفًا 4 ألف رسمًا كاريكاتوريًا، وأصدر 3 كتب في الأعوام 1976، 1983، 1985، تضمنت مجموعة مختارة من رسومه.
حسن الحلوجي لـ "العرب اليوم":

أعاني فوبيا السطو على ما أنشره إلكترونيًا

الصحافي والقاص المصري حسن الحلوجي
القاهرة ـ سارة درويش

يعد القاص والصحافي المصري فنان متعدد المواهب، فهو يمارس، إلى جانب الكتابة، التصوير الفوتوغرافي، والفن التشكيلي، وكتابة الخط العربي، ويقول الحلوجي لـ"العرب اليوم" عن كيفية الجمع بين كل هذه الفنون: "أنا أكتب متخيلاً الصورة..وأصور ناسجًا في ذهني سيناريو مكتوب للصورة.. أتنقل بين الصورة واللوحة والكتابة كالتنقل من حجرة لأخرى في سكن واحد.. وفعلت هذا في كتابي "أخضر بحواجب".. كنت أتخيل اللون كلوحة أمامي أولاً ثم أكتبه على الورق".
"العرب اليوم" قابل حسن الحلوجي وكان له معه هذا الحوار...
- لو كتبت حسن الحلوجي في قصة قصيرة جدًا، ماذا ستكتب؟
"واحد جه الدنيا ومش عارف يرجع".

- أنت مُقِل تمامًا من النشر الإلكتروني.. لماذا؟
ربما لاعتقادي بأن الصحافة الإلكترونية قابلة للفبركة أكثر، وأقل قابلية للتوثيق، ولا ترضي نزعتي العاطفية بقراءة اسمي على الورق، والاحتفاظ بالنسخة الورقية بين رفوف مكتبتي.

- هل ترى أن ذلك حرمك الانتشار الذي تستحقه؟
نعم، وأحتاج من يساعدني للتخلص من لعنة الورق، والتخلص من فوبيا السطو على ما أكتب إلكترونيًا، فأنا أحب كل ما أكتبه ولا أعرف كيف أحمي صوري وكتاباتي على الإنترنت.

- حسن أنت مبدع متعدد النشاطات والمواهب، تمارس كتابة الخط العربي، والفن التشكيلي، والتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى الكتابة.. أي تلك الفنون أقرب إلى قلبك؟ وتحب أن تتعمق أكثر فيه؟
أكتب متخيلا الصورة..وأصور ناسجًا في ذهني سيناريو مكتوب للصورة..أتنقل بين الصورة واللوحة والكتابة كالتنقل من حجرة لأخرى في سكن واحد..وفعلت هذا في كتابي "أخضر بحواجب"..كنت أتخيل اللون كلوحة أمامي أولا ثم أكتبه على الورق.

- المتابع الجيد لك يلاحظ أن مجلات الأطفال حفرت أثرًا في شخصيتك، حتى الآن، ولازلت تذكر شخصياتها، المعروفة منها والمغمورة، على الرغم من أنك في العقد الثالث من العمر.. لماذا تأثرت بهذه الدرجة بها؟
ربما لأني لازلت أمارس اشياء كثيرة يفعلها الأطفال، مثل قراءة هذه المجلات مثلاً.

- وهل فكرت في الكتابة للأطفال ؟
تسألني زوجتي كثيرًا لماذا لا تكتب أو ترسم للأطفال، فأقول لها هذه مخاطرة.. ورغم أني أحرر بابًا في مجلة "قطر الندى" للأطفال، إلا إنني لازلت أريد أن أتعرف على نفسي أكتر لأجد الطريقة التي تقنع الأطفال بما أقدمه لهم.

- ماهو تقييمك لأدب الطفل في الوقت الجاري، على المستوى العربي بشكل عام، ومصر بشكل خاص؟
سؤالك ذكرني بنكتة الطبيب الذي تخصص في الأطفال لأنه لم يكمل تعليمه، والكتابة للأطفال في صورة أدب أو غيره للأسف ينظر إليها في عالمنا العربي على أنها درجة تانية من الكتابة للكبار، ولا زال لدي أمل أن يفتتح معهد فنون الطفل في أكاديمية الفنون، ليعوض النقص الموجود في الرؤية الخاصة بالإبداع الموجه إلى الطفل في مصر.

- هل ترى أن التقنيات الحديثة المستخدمة الآن في إعداد وإخراج مجلات الأطفال، أضافت إليها أم العكس؟
أفقدتها روح الخط المرسوم بالقلم لا بـ"الماوس".

هل حدث أن أتممت عمل أدبي ما وإلى الآن لم ينشر؟ ولماذا؟
لدي مجموعة قصصية بها حالة تجريبية و أتمنى أن أنشرها قبل أن يأتي تيار المنع.. لكني أبحث عن نقود لنشرها.

- ولماذا لم تلجأ لنشرها إلكترونيًا لتخطي هذه العقبة مثلما يفعل الكثير من الكتاب الشباب في وقتنا هذا؟
 لأني لا زلت أرى أن القراءة الحقيقية تبدأ من لمس الورق وثني ورقة تذكرك بما توقفت عنده عند معاودة القراءة

- هل فكرت في إقامة معرض تشكيلي خاص لك بعد أن شاركت في عدة معارض؟
نعم ..لدي أعمال تكفي ثلاثة معارض لكن هناك عقبة الدفع لقاعة العرض المناسبة وإعداد اللوحات وهي جهد عشر سنوات في مجال الكولاج.

- كيف تقيم وضع الفن التشكيلي في مصر الآن؟ على مستوى الأعمال الفنية، وعلى مستوى الإقبال الجماهيري، والنقد أيضًا
هناك فنانون رائعون لكن جمهورهم بضعة آلاف من ثمانين مليون، وهناك غياب للنقد كوسيط بين الفن وجمهوره، وهناك رغيف عيش أهم لدى المواطن من جدار مرسوم عليه زهور.

- هل تتوقع أن يحرز تقدمًا في الفترة المقبلة؟ ولماذا؟
إذا حكم الإسلاميون سيلخصونه في المفارش والسجاجيد، وإذا حكم العسكر سيكون الفن التشكيلي في خدمة رجال البلاط.

- بعد تجربتين في القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا هل تفكر في الاتجاه نحو الرواية أو المسرح؟
نعم أفكر في كتابة عمل مسرحي مونودرامي طويل"من ممثل واحد" أخطط لأحداثه حاليًا.. أما الرواية فلا تناديني الآن.

يذكر أن حسن الحلوجي قاص، وصحافي، وفنان مصري، من مواليد 17 تموز/ يوليو 1979، في محافظة الدقهلية (شمال شرق دلتا مصر)، حاصل على بكالوريوس الفنون المسرحية، قسم الدراما في أكاديمية الفنون العام 2000، ودبلوم الدراسات العليا من معهد الفنون المسرحية، قسم الدراما العام 2002.
مارس الصحافة في أكثر من جريدة منها "القاهرة"، "وشوشة"، "مسرحنا"، وصدر له مجموعتين قصصيتين الأولى بعنوان "صور قديمة"، والثانية "رسم قلب"، وصدر له أخيرًا كتاب "أخضر بحواجب" وهو كتاب اجتماعي عن الألوان، يبحث فيه عن جمال الألوان في مصر، وفي الحياة بشكلٍ عام.

حوار الإعلامي والباحث المصري د. محمد عبد الوهاب



الإعلامي والباحث المصري محمد عبد الوهاب
القاهرة ـ سارة درويش

يرى الصحافي المصري، والباحث في شؤون التعذيب والاغتيال السياسي، الدكتور محمد عبد الوهاب، أن الصحافة في مصر والوطن العربي فقدت فاعليتها، وتأثيرها بسبب "الصحافيين الانتهازيين الذين كسروا قلمهم بأنفسهم حين انصرفوا عن الكتابة عن هموم الناس ورفع الظلم عنهم ونافقوا أو ضللوا"، فيما يرى أن الصورة ليست قاتمة تمامًا ولازال هناك صحافيين شرفاء، ورأى أن "الضمير" هو الحل لمواجهة فساد المنظومة الإعلامية، وكذلك الرؤية الأكاديمية.
وأيد في حديثه إلى "العرب اليوم" الاقتراح الذي عرضه ناشطون مصريون بالمقاطعة الشعبية للقنوات الإعلامية التي تضلل الناس ولا تحترم عقلية المشاهد. وأيد كذلك فكرة فرض شروط لممارسة الصحافة، ووضع ضوابط للمهنة، واقترح إجراء استطلاع رأي عام، دوري، لتقييم الإعلاميين، والبت في استمرارية ممارستهم للمهنة.
وعن ميلاده ورحلة الدراسة ثم العمل قال الدكتور عبد الوهاب لـ"العرب اليوم": "ولدت في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) وترجع أصولي من ناحية الوالد إلى قرية أبو الغيط، في القليوبية عائلة علي الدين، هاجرت إلى أميركا العام 1989.حاصل على درجة الدكتوراة في إدارة الأعمال، أملك دار نشر وهي "نيويورك أوسكار" ويصدر عنها مجلة أوسكار"، أما عن أبرز محطاته الصحافية فيقول "محطاتي كلها أعتبرها مهمة فلولا أهميتها لما تكبدت عناء السفر، لقد كنت الصحافي الوحيد الذي تمكن من الدخول إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو محاصر وكدت أموت في هذه المجازفة، كما كنت أول من دخل معتقل الخيام في جنوب لبنان، بعد هروب الجيش الإسرائيلي.
أما الشرف الأكبر الذي لا يضاهيه شرف، هو شرف جلوسي على باب الكعبة المشرفة، إلى جوار سدنة بيت الله الحرام، بنو شيبة، أعزهم الله، في وقت غسيل الكعبة المشرفة، فأنا الوحيد الذي أولوه هذا الشرف من غير السدنة".
وعن رحلة السفر، والعمل في أميركا يحكي دكتور عبد الوهاب "منذ صغري وأنا أحب السفر، وكانت أميركا من الدول التي أحببت أن أتعرف عليها كمجتمع مهاجرين، لأن كل شخص هناك يستطيع أن يجد فرصته. وبالفعل سافرت إلى أميركا، وتعلمت هناك، وأردت أن أكون أستاذًا جامعيًا، وبعد تخرجي دَرّست التسويق. وكنت أتبع المنهج الإسلامي في التسويق، فالمسلم لا يخدع أحدًا، يعرض السلعة بمميزاتها وعيوبها وللمشتري حق الاختيار، كنت أعلم طلابي ألا يكون كل همهم جذب العميل. ولكنني لم أستمر في التدريس بسبب إعاقة سمعية، زادتها أصوات القنابل خلال تغطيتي للحرب في العراق".
وعن رحلة السفر، والعمل في أميركا يحكي دكتور عبد الوهاب "منذ صغري وأنا أحب السفر، وكانت أميركا من الدول التي أحببت أن أتعرف عليها كمجتمع مهاجرين، لأن كل شخص هناك يستطيع أن يجد فرصته. وبالفعل سافرت إلى أميركا، وتعلمت هناك، وأردت أن أكون أستاذًا جامعيًا، وبعد تخرجي دَرّست التسويق. وكنت أتبع المنهج الإسلامي في التسويق، فالمسلم لا يخدع أحدًا، يعرض السلعة بمميزاتها وعيوبها وللمشتري حق الاختيار، كنت أعلم طلابي ألا يكون كل همهم جذب العميل. ولكنني لم أستمر في التدريس بسبب إعاقة سمعية، زادتها أصوات القنابل خلال تغطيتي للحرب في العراق".
 وتوقفنا عند محطة أخرى من حياة الدكتور عبد الوهاب العملية، وهي المشاركة في عدة أعمال سينمائية، كممثل، في بعضها، ومساعد مخرج في أخرى، ويحكي عند بدايته في هذا المجال "بدأت مع المخرج المصري العظيم نور الدمرداش، كمساعد مخرج، وتعلمت منه كثيرًا، وكنت أهوى التمثيل وأتمنى أن أمثل في السينما، وذات يوم قابلت المخرج الأستاذ أشرف فهمي، وكلمته عن رغبتي في التمثيل وكان بالصدفة يبحث عن شخص بمواصفاتي لدور في أحد أفلامه، وبالفعل اشتركت في الفيلم وأديت الدور جيدًا"، وأضاف "ابتعدت عن التمثيل على الرغم من أنني أحببته جدًا، ولكنني كرهت الوسط والمناخ، ليس هو الذي أتمنى أن أكون فيه، ولأسبابٍ أخلاقية، فضلت أن أبتعد عن أن أخسر احترامي لنفسي".
و بينما نتصفح ألبوم خاص بالدكتور عبد الوهاب، حدثني عن صورة جمعته مع الممثل المصري، عادل إمام، خلال جلسة في أميركا، فأبدى استياءه من إمام وحكى عن الجلسة، التي قال إنها كانت الأولى والأخيرة معه: "فوجئت به يسخر من معجبيه بعد انصرافهم، وخلال الجلسة فوجئت به يدعي أن الخمر حلال بما إن الجنة فيها أنهار من خمر، وواصل سخريته وقال إنه يوجد غلمان للخدمة في الجنة إلى جانب الحور العين ثم قال" نسوان وغلمان دي هتبقي جنة مسخرة".
وفي السياق نفسه، وعن محاكمة إمام بتهمة ازدراء الأديان، في نيسان/ أبريل الماضي، والتي أثارت ضجة في الوسطين الثقافي والفني، خوفًا من تهديد حرية التعبير والفن قال "هناك فرق بين حرية التعبير، وبين أن أسيء لمعتقد أيَّا كان، ليس من حقي كمسلم أن أسيء حتى إلى الهندوسي الذي يقدس البقرة. المسلم من سلم الناس لسانه، وأنا أحترم معتقد كل إنسان أيًّا كان. ومن يسيء إلى أي معتقد هو شخص غير سوي وليس فنانًا. فالفنان يجب أن يكون أرقى".
وأجاب عن تساؤل بشأن الاتجاه الداعي إلى الفصل بين ما يقدمه الفنان، وتصرفاته الشخصية بأن "شخصية الإنسان وفنه شيء واحد، الشخصية هي اللي تنتج الفن، إذن كيف أفصل بين الاثنين؟ كيف أظهر في أدوار دينية والناس يشاهدونني  في أماكن مشبوهة ليلاً؟ النجم قدوة ويجب أن يحترم أنه كذلك، وأن يفكر في الشباب المغيب، معدوم الشخصية، الذي قد يقلده.
الفنان صاحب "الكاريزما" يجب أن يستغلها لكي ينشر رسالة عليا. لهذه الأسباب تحولت السينما الآن إلى مجرد "شاب وبنت عايزين مكان ضلمة، ثم يقال إن الفيلم ناجح وحقق إيرادات".
 وعدنا بدفة الحديث مرة أخرى إلى الإعلام، فقال عن الفرق بين الإعلام في مصر ونظيره في أميركا "هل لدينا إعلام في مصر؟؟ أنا أرى الإعلام في الخارج يعرض الحقيقة، لكن الإعلام في بلادنا الآن قائم على حسابات "كم من الثروة يمكن أن أحقق من خلال الإعلام؟".  هل إعلامنا توفيق عكاشة؟ الذي ينتظر المشاهدون برنامجه ليضحكوا عليه، جعلني أخجل لكونه مصري، هو بالنسبة لهم "الرجل الذي يقول كلام مضحك"، وتابع "وهناك من يصدقونه لغياب الوعي، لأن الجهل يفعل أي شيء".
وعن السبب في غياب التأثير الملموس للصحافة والوطن العربي، في معالجة قضايا المجتمع، أو محاربة الفساد قال"الصحافة في الوطن العربي غير مؤثرة لأن الصحافي الانتهازي، الذي يتناسى حق المظلومين، ويكتب عن أشياء أخرى تافهة، أو ينافق، هو الذي يقصف قلمه بنفسه، ويكسر سلاحه ويخسره"، واستطرد "ولكن الصورة ليست قاتمة، لازال هناك شرفاء، لا يمكن شرائهم".
وعن تصوره للإصلاحات التي نحتاجها لتغيير الوضع القائم قال "نحن في حاجة إلى أن يغير كل صحافي من نفسه، ويتولى رئاسة التحرير صحافي أكاديمي، يعرف ما هي الرسالة التي يجب أن يوصلها للناس. نحتاج إلى الضمير".
وأيد الدكتور عبد الوهاب الاقتراح الذي دعا إليه ناشطون مصريون إليه العام الماضي، بالمقاطعة الشعبية للقنوات التي تضلل الرأي العام، وأن يرفض النشطاء والضيوف الظهور فيها، وقال "قرأت في مكان ما أن توفيق عكاشة يقول، إن له 2 مليون مشاهد وأنه يتقاضى 22 مليون دولار في الساعة. إذن لو إن الذين يشاهدونه من أجل "شو كوميدي" شاهدوا فيلم كوميدي، وتقل نسبة مشاهدته أو تنعدم لن يستمر، لأنه لن يجد معلنين. الناس لو قاطعت التفاهات ستجبر الإعلاميين على احترام عقلية المشاهد".
وأيد كذلك فكرة فرض شروط لممارسة الصحافة، وأكد أنه "يجب إخضاعهم لاختبارات متنوعة، خاصة في المعلومات العامة"، واقترح تقييم العاملين في الإعلام بشكل دوري، عن طريق "استطلاع رأي عام، يجرى بصفة دورية، عبر موقع رسمي على الإنترنت مثلاً، في نقاط محددة لا مجال فيها للأحكام الشخصية".
وعن الطريقة الأمثل للقضاء على ممارسات التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، في جهاز الشرطة، رأى الدكتور عبد الوهاب أنه يجب البدء بالتأهيل النفسي المناسب للعاملين في الجهاز، وإذا تكررت الانتهاكات يتم الردع قانونيًا.
ونفى عبد الوهاب تعرضه إلى مضايقات بسبب بحثه في تاريخ التعذيب، ومؤلفاته في هذا الصدد، وفضح الشخصيات السياسية التي تورطت في التعذيب، وقال "أنا ابتغيت بعملي وجه الله، وكشف الظلمة والجلادين وزبانية التعذيب، وأعتبر شأني أحقر من إني أعذب في سبيل الله، التعذيب في سبيل الله رزق لا يناله إلا من اختارهم الله لهذا الشرف".
ورأى أن عهد جمال عبد الناصر كانت الفترة التاريخية الأسوأ على مصر، على صعيد انتهاك حقوق الإنسان والتعذيب.
يذكر أن الدكتور محمد عبد الوهاب، هو إعلامي مصري، ولد في 9 من تشرين الثاني/ نوفمبر 1961. في محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، درس إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، وعمل في مجال السينما، والتسويق، والصحافة، ويرأس تحرير صحيفة "أوسكار نيويورك"، كما يبحث منذ أكثر من 20 عامًا في شؤون التعذيب والاغتيال السياسي، فأسس أكبر متحف لأدوات التعذيب في العالم، والمرشح للانضمام إلى موسوعة "غينيس". كما صدر له أخيرًا، كتاب "بوابة الجحيم" الذي يضم في أكثر من 500 صفحة، تاريخ التعذيب عبر التاريخ.
صورة جمعت د.محمد عبد الوهاب مع الرئيسي الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

الأحد، 7 أغسطس 2011

يوميات صحفية في الأرياف :D


السنة اللي فاتت في شهر نوفمبر ، كنا شغالين  - أنا و خمسة بنات اصحابي صحافيات شابات وزي الورد - في القرى اللي حوالين طنطا ، بنعمل تحقيقات عن مشاكلهم في القرى ، و الحاجات اللي مضايقاهم .. في الأيام دي شوفنا العجب :) كنا بنروح أماكن ما نعرفهاش وبنشوفها لأول مرة .. أحياناً كان بيكون معانا دليل من أهل القرية وأوقات كتير لأ .. 
وفي يوم من ذات الأيام .. أ / رامي ( رئيسي اللي بشتغل معاه دايماً ) اتأخر .. في حين إن أ / كمال ( رئيسي المؤقت في الشغل دا ) 

نده  " سارة وروضة  عايزكم تعالوا " 

روحنا .. " سارة وروضة انتوا شاطرين أوي وشغلكم الأيام اللي فاتت لا يُعلى عليه ، علشان كده انا عايزكم في مهمة ماحدش يقدر يقوم بيها غيركم "

- بعد التثبيتة دي أكيييييييييد مش هينفع نقول لأ

إحنا : " طب بس يا استاذ كمال لما استاذ رامي يجي علشان قال لنا ما تمشوش الا لما اجي ، هنخلص شوية حاجات ونروح " 

أ / كمال : " لأ ما هو انا قولتله اني هبعتكم ، بصوا دا هي قرية فركة كعب من هنا كده .. علشان تخلصوا بسرعة وتروحوا بدري النهاردة " 

احنا عيننا لمعت و زغللت لما قال لنا هتروحوا بدري :) ظأططنا طبعاً 

* احنا رايحين فين ؟

- رايحين صناديد 

* يعني إيه صناديد يا أستاذ كمال ؟ 

- اعملوا سيرش كده اعرفوا عنها ، قبل ما تنزلوا 

عملنا سيرش لقينا إن معنى اسم القرية " الأبطال " الشداد أوي يعني ، والقرية اتسمت كده علشان بطولة أهلها في المقاومة الشعبية ومش عارفة ايه 

انشكحنا طبعاً :)) بلد زي الفل .. أهلها أبطال قوميين وهييييه 

اخدنا الورق والكاميرا واستعننا على الشقا بالله ونزلنا :) .. ركبنا عربية الشغل ووصينا السواق اول ما نتصل بيه يجي فوراً 

السواق ثبتنا :D  وطبعاً هاجي فوراً

روحنا القرية .. لقينا الناس بتبص لنا أوي ، قولنا عادي ، قرية صغيرة واهلها معدودين أكيد مستغربين احنا مين

يادوبك خطينا جوا القرية لقينا استاذ رامي بيتصل 

انتوا فيين ؟ وازاي تنزلوا من غير ما تقولولي  ؟

- ..............  - سكوت تاااااام 

انتوا عارفين البلد اللي روحتوها دي تبقى ايه ؟؟ دي البلد كلها بلطجية ، كل اللي عليهم أحكام بيهربوا فيها 

- ايييييييييييييه يالهوي !

طبعاً ركبنا اتحولت لعيدان مكرونة :D

اعتذرنا لأستاذ رامي وقولنا له طب بعديييييين ؟

قالنا هبعت لكم السواق حالاً ولما نيجي نكمل حسابنا 

- احنا اخدنا حسابنا كله رعب أصلاً : D  - 

اتصل بالسواق لقيناه راح مشوار .. بلد بعيدة شبه سفر كده ومش هيجي دلوقتي !! واحنا مضطرين نكمل 

قولنا هنتحمل نتيجة غلطنا ، ونكمل ونعمل التحقيق .. واحنا صحفيين يعني جامدين اوي ونفوت في الحديد وولا يهزنا والخ الخ الخ 

خطينا خطوتين .. خايفين نكلم حد ، لأن نظرات الناس أصلاً مش مبشرة :D

ميلت على روضة " روضة احنا نروح على الستات .. أكيد لو كل اهل البلد بلطجية الستات هيبقوا حونينين " 

روضة وافقت واتجهنا لأول ست ،  " مساء الخير معلش يا حاجة هنعطلك شوية "  - الحاجة بتزغر لنا - 

" ممكن ناخد رأي حضرتك في المشاكل اللي بتعاني منها القرية " - الحاجة برقت لنا - 

 " انتوا ميييييييييييين ؟ " 

- احم ... احنا صحفيين في جريدة أهالينا ، وجايين نعمل تحقيق عن الـ.... 

" صحفيييييييييين ؟ " صوتها علي ، وجات حاجتين تلاتة كده يتفرجوا 

وفجأة حاوطونا كلهم " خلاص يبقى نعمل فيكوا زي ما بيعملوا في الصحفيين في التليفزيون ونضربكم 
 
اييييييييييييه ؟ لأ شكررررررررررررراً يا حاجة بلدكوا زي الفل واحنا مش صحفيين أصلاً 

انتي صحفية يا روضة ؟ انا عن نفسي مش صحفية سلامو عليكو يا فكييييييييييييييييييك :D