الأحد، 7 أغسطس 2011

يوميات صحفية في الأرياف :D


السنة اللي فاتت في شهر نوفمبر ، كنا شغالين  - أنا و خمسة بنات اصحابي صحافيات شابات وزي الورد - في القرى اللي حوالين طنطا ، بنعمل تحقيقات عن مشاكلهم في القرى ، و الحاجات اللي مضايقاهم .. في الأيام دي شوفنا العجب :) كنا بنروح أماكن ما نعرفهاش وبنشوفها لأول مرة .. أحياناً كان بيكون معانا دليل من أهل القرية وأوقات كتير لأ .. 
وفي يوم من ذات الأيام .. أ / رامي ( رئيسي اللي بشتغل معاه دايماً ) اتأخر .. في حين إن أ / كمال ( رئيسي المؤقت في الشغل دا ) 

نده  " سارة وروضة  عايزكم تعالوا " 

روحنا .. " سارة وروضة انتوا شاطرين أوي وشغلكم الأيام اللي فاتت لا يُعلى عليه ، علشان كده انا عايزكم في مهمة ماحدش يقدر يقوم بيها غيركم "

- بعد التثبيتة دي أكيييييييييد مش هينفع نقول لأ

إحنا : " طب بس يا استاذ كمال لما استاذ رامي يجي علشان قال لنا ما تمشوش الا لما اجي ، هنخلص شوية حاجات ونروح " 

أ / كمال : " لأ ما هو انا قولتله اني هبعتكم ، بصوا دا هي قرية فركة كعب من هنا كده .. علشان تخلصوا بسرعة وتروحوا بدري النهاردة " 

احنا عيننا لمعت و زغللت لما قال لنا هتروحوا بدري :) ظأططنا طبعاً 

* احنا رايحين فين ؟

- رايحين صناديد 

* يعني إيه صناديد يا أستاذ كمال ؟ 

- اعملوا سيرش كده اعرفوا عنها ، قبل ما تنزلوا 

عملنا سيرش لقينا إن معنى اسم القرية " الأبطال " الشداد أوي يعني ، والقرية اتسمت كده علشان بطولة أهلها في المقاومة الشعبية ومش عارفة ايه 

انشكحنا طبعاً :)) بلد زي الفل .. أهلها أبطال قوميين وهييييه 

اخدنا الورق والكاميرا واستعننا على الشقا بالله ونزلنا :) .. ركبنا عربية الشغل ووصينا السواق اول ما نتصل بيه يجي فوراً 

السواق ثبتنا :D  وطبعاً هاجي فوراً

روحنا القرية .. لقينا الناس بتبص لنا أوي ، قولنا عادي ، قرية صغيرة واهلها معدودين أكيد مستغربين احنا مين

يادوبك خطينا جوا القرية لقينا استاذ رامي بيتصل 

انتوا فيين ؟ وازاي تنزلوا من غير ما تقولولي  ؟

- ..............  - سكوت تاااااام 

انتوا عارفين البلد اللي روحتوها دي تبقى ايه ؟؟ دي البلد كلها بلطجية ، كل اللي عليهم أحكام بيهربوا فيها 

- ايييييييييييييه يالهوي !

طبعاً ركبنا اتحولت لعيدان مكرونة :D

اعتذرنا لأستاذ رامي وقولنا له طب بعديييييين ؟

قالنا هبعت لكم السواق حالاً ولما نيجي نكمل حسابنا 

- احنا اخدنا حسابنا كله رعب أصلاً : D  - 

اتصل بالسواق لقيناه راح مشوار .. بلد بعيدة شبه سفر كده ومش هيجي دلوقتي !! واحنا مضطرين نكمل 

قولنا هنتحمل نتيجة غلطنا ، ونكمل ونعمل التحقيق .. واحنا صحفيين يعني جامدين اوي ونفوت في الحديد وولا يهزنا والخ الخ الخ 

خطينا خطوتين .. خايفين نكلم حد ، لأن نظرات الناس أصلاً مش مبشرة :D

ميلت على روضة " روضة احنا نروح على الستات .. أكيد لو كل اهل البلد بلطجية الستات هيبقوا حونينين " 

روضة وافقت واتجهنا لأول ست ،  " مساء الخير معلش يا حاجة هنعطلك شوية "  - الحاجة بتزغر لنا - 

" ممكن ناخد رأي حضرتك في المشاكل اللي بتعاني منها القرية " - الحاجة برقت لنا - 

 " انتوا ميييييييييييين ؟ " 

- احم ... احنا صحفيين في جريدة أهالينا ، وجايين نعمل تحقيق عن الـ.... 

" صحفيييييييييين ؟ " صوتها علي ، وجات حاجتين تلاتة كده يتفرجوا 

وفجأة حاوطونا كلهم " خلاص يبقى نعمل فيكوا زي ما بيعملوا في الصحفيين في التليفزيون ونضربكم 
 
اييييييييييييه ؟ لأ شكررررررررررررراً يا حاجة بلدكوا زي الفل واحنا مش صحفيين أصلاً 

انتي صحفية يا روضة ؟ انا عن نفسي مش صحفية سلامو عليكو يا فكييييييييييييييييييك :D



الجمعة، 11 مارس 2011

أهالينا تتساءل : من المسئول عن إفساد عقول زهور مصر ؟

أهالينا تتساءل  : من المسئول عن إفساد عقول زهور مصر ؟



·       د/ أحمد سالم لأهالينا : " الجامعة أستاذ ، لو الأستاذ محترم تكون الجامعة محترمة "

·       " 80 % من أساتذة الجامعة تحولوا إلى تجار كتب "

·       " التعليم الجامعي في مصر  يتعامل مع عقل الطالب وكأنه سلة مهملات "

·       د/ رياض جبر لأهالينا : " النظام كان يعتبر الشعب عدوه الأول ! "

·        أ/ محمد عبد الغفار : " النظام كان يختار الأساتذة على أساس  الولاء له وليس على أساس الكفاءة  "




  تحقيق : سارة درويش – معالي جمال – دعاء العطار

في الثامن عشر من يناير عام 1977 هزت أرجاء القاهرة أصداء المظاهرات الاحتجاجية التي التحمت فيها صرخات العمال وصرخات أفراد الحركات الطلابية معاً احتجاجاً على خطاب نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية، الدكتور عبد المنعم القيسوني، أمام مجلس الشعب في 17يناير بمناسبة تقديم مشروع الميزانية عن 1977 حيث أعلن إجراءات تقشفية لتخفيض العجز، ومنها تخفيض الدعم للحاجات الأساسية بصورة ترفع سعر الخبز بنسبة 50 % والسكر 25 % والشاي 35 % وكذلك بعض السلع الأخرى ومنها الأرز وزيت الطهي والبنزين والسجائر وربط هذا بضرورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتدبير الموارد المالية الإضافية اللازمة.
و قد قامت الحركات الطلابية بدور قوي في امتداد هذه المظاهرات الاحتجاجية إلى سائر أنحاء البلاد عن طريق سفر أعضائها من أبناء الأقاليم إلى محافظاتهم لحث ذويهم ومعارفهم على المشاركة في الاحتجاجات ، وبالفعل اندلعت مثل هذه المظاهرات في مدن الأقاليم في المنصورة والمنيا وقنا والسويس وفاقوس وأسوان ، مما أرغم الحكومة على التراجع عن قراراتها في الساعة الثانية والنصف يوم 19 يناير عام 1977 .
ولكن ، بعد أن أدرك السادات مدى خطورة هذه الحركات الطلابية وقوتها ، التي كانت تشارك في الحياة السياسية بشكل فعال جداً منذ أيام الاحتلال البريطاني ، وكان لها دور فعال جداً في ثورة 19 ، وأشعلت العديد من المظاهرات في كافة أنحاء مصر عام 1971 احتجاجاً على عدم محاربة إسرائيل حتى ذلك الوقت ، فقرر السادات أن يُقلم أظافر الحركات الطلابية ، فأصدر لائحة 79 ، التي ألغى من خلالها اتحاد طلاب الجمهورية الذي  كان يعبر عن الحركة الطلابية المصرية ، كما ألغى السادات اللجنة السياسية في اتحادات الطلاب و حرم كافة أشكال العمل السياسي داخل الجامعة .

ثم تولى بعده مبارك  الذي كان متخوفاً من الحركة الطلابية المصرية فأصدر ضدها قرار في تعديله للائحة 79 عام 1984 بموجب هذا القرار أصبح الأمن الجامعي لا يتوقف على حماية منشآت الجامعة فقط بل و"أمنها" وبالطبع لم يحدد حسني مبارك ما هو المقصود بكلمة أمنها و تركها مطاطة حتى يسهل مهمة  الأمن الجامعي  في اعتقال و شطب من الانتخابات و مضايقة أي طالب جامعي  .

ومع تراجع الحركات الطلابية ازدهرت وانتشرت في الجامعات الحركات المتأسلمة اليمينية التي ساهم السادات في تقوية شوكتها والتي – للمفارقة – جاء مقتله على يديها ، وهنا تراجع التوجه الاجتماعي للحركة الطلابية، واقتصرت على المطالب الطلابية الفئوية، ومن حين لآخر تنظيم وقفات لمساندة حركة حماس في صراعها داخل فلسطين، وتحولت الشعارات إلى "فلسطين إسلامية" و"خيبر يا يهود ، وربما لم يخرج  عن هذا الإطار  إلا المظاهرات الطلابية  التي خرجت احتجاجاً على الغزو الأمريكي للعراق عام 1998  والتي ضمت ـ وقتها ـ مختلف التيارات الطلابية والشعبية معا وحينها قاومتهم السلطة بكل عنف حيث ألقت عليهم القنابل المسيلة للدموع و أطلقت كلابها البوليسية و ضربتهم بالمياه .

ومنذ سبتمبر 2000 حين اندلعت المظاهرات الطلابية في مصر احتجاجاً على اقتحام شارون للمسجد الأقصى لم نلحظ للحركة الطلابية نشاطاً يُذكر ، ولوحظ انحدار المستوى الثقافي للشباب وانحسار مشاركتهم السياسية والاجتماعية ، والتي تراجعت على مستوى مصر كلها وليس على مستوى الطلاب فقط ، حتى بدأت بوادر الصحوة في عام 2006 حين  بدأ الشباب في الاعتماد على التطور التكنولوجي متمثلاً في مواقع الانترنت والمدونات والفيس بوك ، وحاولوا الإفلات من قبضة الدولة وقبضة الأمن وحرس الجامعة .

ولأن ما ارتُكِب في حق عقول الشباب الجامعي يُعتبر جريمة ، ومحاولة شرسة لتغييبه عن الواقع وتدمير ثقافته ، التي يترتب عليها تدمير ثقافة ومستقبل وتطور البلد كله ، حاولنا أن نقترب أكثر من الصورة ، ونكشف خبايا وأبعاد المؤامرة التي حاكها النظام ضد عقول زهور مصر .

من قلب الجامعة المصرية ، قابلنا أكثر من أستاذ جامعي ، وسألناهم عن أبعاد جريمة اغتيال عقول زهور مصر وأملها ، وواجهناهم بالاتهامات التي تدور في عقل الكثيرين نحو أساتذة الجامعة ، وغياب دورهم في إثراء عقول الشباب .

سألنا الدكتور أحمد محمد سالم الأستاذ المساعد بقسم الفلسفة جامعة طنطا  :  من السبب في تراجع دور الجامعة في المشاركة الاجتماعية والسياسية في المجتمع ؟ هل هو الطالب كما يقول أساتذة الجامعة ؟ أم هو الأستاذ كما يرى الطالب ؟


-         أنا أرى أن الجامعة هي الأستاذ ، لو لديك أساتذة محترمين ستصبح لديك جامعة محترمة ، ونحن نعاني من مشكلة حقيقية في كيفية صناعة الأستاذ الجامعي ، حيث أن معظم أساتذة الجامعة هم أوائل الدفعة الذين حصلوا على تقديرات عالية نتيجة قدرتهم العالية على الحفظ وليس على النقد والمناقشة والبحث .


كما أرى أنه من الأسباب الرئيسية لانهيار التعليم الجامعي هو فكرة الكتاب الجامعي الذي حول 80 % من الأساتذة الجامعيين إلى تجار كتب .

أضف إلى ذلك تحول الجامعة إلى مؤسسة أمنية ، فامن الدولة يتدخل في اختيار عميد الكلية ، وتعيين المعيدين في الكلية يتوقف على تقرير من أمن الدولة ، وتعيين الأساتذة كذلك ، وحتى استضافة أساتذة من خارج الكلية لإلقاء محاضرات أو ندوة لا يتم إلا بعد موافقة أمن الدولة !

بالإضافة إلى أن النظام كان يريد الاستمرار بأي طريقة ، حتى لو على حساب العلم  ، ولأنه لم يكن حريصاً على الارتقاء بالتعليم وبالتالي ، كانت ميزانية الأمن تفوق ميزانية التعليم والبحث العلمي .


* في حوار مع الشاعر المصري أحمد بخيت ، قال لي أنه ترك التدريس في الجامعة لأنه يرى أن التعليم الجامعي في مصر ضد حقوق الإنسان ، ما رأيك ؟

-         أرى أن العبارة فيها شيء من القسوة ، لكنني بالطبع أعيب على التعليم الجامعي في مصر أنه يتعامل مع عقل الطالب وكأنه سلة مهملات ، لا ينظر إليه ككيان له عقل وقدرة على التفكير والنقد .


  * هل تتوقع أن يتغير أسلوب التدريس في الجامعة بعد ثورة 25 يناير ؟

-  إذا نجحت الثورة في إطلاق الحريات سيتطور كل شيء ليس التعليم فقط .

* هذا على الرغم من رأيك في أن 80 % من الأساتذة الجامعيين قد تحولوا إلى تجار كتب ومجرد موظفين ؟

نعم لأنه في ضوء الحرية سوف تفرض الكفاءات نفسها على الساحة وسوف يضطر الجميع إلى تطوير نفسه ، ومن يعجز عن التطوير سيسقط في السباق .


* هناك اتهامات لأساتذة الجامعة بأنهم يتعمدون تصعيب المناهج لشغل الطلبة عن الاهتمام بالسياسة أو المجتمع ، فما رأيك ؟

لا الأساتذة لم يتعمدوا هذا ، المشكلة أن الأساتذة لازالوا يعتمدوا على المناهج القديمة التي قد يرجع وقت وضعها للستينيات والأربعينيات و معظمها بالتأكيد لا يصلح لعصرنا الحديث ، ولكنني أظن أن فكرة اختبارات نصف العام كانت مقصودة لشغل الطلبة بالإمتحانات الكثيرة عن المشاركة السياسية .


أما الدكتور رياض جبر الأستاذ بكلية التربية الرياضية جامعة طنطا  فيرى أن  "  الدولة لجأت لنظام تثقيفي يهدف إلى تربية الشباب على الولاء للنظام ، ولكنه لم يكن جاداً في هذا الاتجاه لأنهم كانوا مهتمين في الأساس بالأمن ، مما جعل الشباب يبحث عن طرق أخرى للتثقيف خارج الجامعة وخارج الإطار الحكومي ، مما جعلهم يفلتون من قبضة الدولة في إفساد ثقافتهم .  "

* هل ترى أن النظام كان يتعمد إفساد الجامعة والتعليم ؟

نعم ، بدليل أن بعض الناس حاولت أن تنفذ مشروعات تنهض بالتعليم لكن النظام حاربهم بكل الوسائل حتى يأسوا وملوا .  النظام كان يتعامل معنا كالاحتلال ، بل إنه كان يري الشعب عدوه الأول بدليل أن عدد قوات الأمن المركزي – التي تعمل على حماية النظام -  أكبر بكثير من عدد قوات الجيش التي من المفترض أن تحمي الوطن من أي عدو خارجي !


وسألنا الأستاذ محمد عبد الغفار أستاذ الصحافة بجامعة كفر الشيخ  ما  سبب تدهور التعليم الجامعي والدور الوطني للجامعات في رأيك ؟

-         أي تدهور ثقافي مرتبط بغياب الديموقراطية وعدم احترام القانون والعدالة  ، ومصر خلال الـ 60 عاماً الماضية حتى 25 يناير 2011 لم يكن فيها ديموقراطية .
وإحقاقاً للحق يجب أن نقول بأنه كان هناك هامش من الحرية ، ولكن هذا الهامش لم يكن كافياً لينهض بالثقافة والإبداع .

كما أن النظام كان يختار الأساتذة كما يختار كل العاملين في الدولة على أساس  الولاء له وليس على أساس الكفاءة .


* ما ردك على الاتهام الموجه لأساتذة الجامعة بتعمد تصعيب المناهج لشغل الطلاب عن المشاركة السياسية ؟

-         لا أظن ، أساتذة الجامعة مثلهم مثل أي مواطن عادي ، يخشى الصدام مع النظام .

* في رأيك :  كيف ننهض بالتعليم الجامعي مرة أخرى ؟

لابد من إعادة النظر في منظومة التعليم كلها لتخريج مواطن يصلح لسوق العمل ، وذلك عن طريق تشكيل هيئة قومية لإعادة تشكيل نظام التعليم في مصر والاتفاق على نظام جديد للتعليم ينهض بمصر ، ويجب أن نستعين في هذه الهيئة بعلماء وطنيين مثل الدكتور أحمد زويل .

كيف يرى المصريون القذافي ؟

كيف يرى المصريون القذافي ؟

-   القذافى شخصية كوميدية إلى أبعد الحدود

- في القذافي ذكاء لا يمكن تجاهله و أنه يلجأ للسخرية متعمدا لتشتيت الانتباه عن سقطاته ..

-  القذافى هو آخر قائد يدافع عن الإشتراكية في الشرق الأوسط وطبيعي أن الغرب سيحاربه

-         بصراحة أنا لا أتشرف  أن يكون دا رئيس لدولة شقيقة زى ليبيا

-         القذافي مجنون ،  سلطوي مغرور مصاب بداء العظمة ، نهايته هتبقى يا إما القتل يا إما الانتحار

  

مع انطلاق الثورة الليبية كانت الأجواء والنفوس مشحونة بالقلق والحماس لأجل إخواننا في ليبيا ،  فنحن نعرف جيداً أن الطريق للحرية مليء بالصعاب ، ولكن مع أول خطاب للقذافي تحول كل القلق والضغط النفسي إلى طاقة سخرية ودعابة من جنون القذافي ، وانطلقت النكات وصفحات الفيس بوك تسخر كلها منه وتتغلب على قلقها بالدعابة ، فرأينا  صفحات  بعنوان " يا قذافي بتجيب حشيشك منين " و " كلنا مع الذبابة التي هبلت القذافي " و صفحة " و صفحة المذيع اللي ما كانش عارف يضحك والقذافي على التليفون " ، و ترددت دعابات مثل رفض القذافي للتنحي حتى يسدد أقساط ال" توك توك "  الذي ظهر به في أحد خطاباته ، وغيرها الكثير من التعليقات والنكات التي تعطي انطباعاً عن رأي المصريين السلبي في القذافي .
لذا فكرنا في أن نعرف رأي المصريين الحقيقي في القذافي بعيداً عن الدعابة والنكات ، وفوجئنا بأنه لا يختلف كثيراً عن الفكرة العامة لمعظم الدعابات التي أُطلِقَت على القذافي .

يرى مصطفى عادل أن  " القذافى شخصية كوميدية إلى أبعد الحدود وديكتاتورية عامل شعبه بمنتهى الغباء  وهو معتقد إن دا الصح  ، و أعتقد إنه استخدم العنف خوفاً من إنه يلقى مصير الرئيس مبارك  "

و تقول ريم جهاد " القذافي حاكم ديكتاتوري و متسلط و ما يقوم به الآن يعتبر نهاية منطقية لسنين طويلة من الحكم المستبد و التفرد في إدارة البلاد كما يحلو له ،  ففي رأيي لقد أصيب القذافي بشيء يشبه جنون العظمة ! بالتالي هو الآن عاجز عن استيعاب ما يحدث ولا يعرف كيف يتعامل معه و بالتالي يتصرف بشكل بعيد من المنطق و أعتقد أن نهايته ستكون الانتحار كي يبدو وكأنه " الزعيم الشهيد الذي خانه شعبه بعدما ضحى لأجلهم "

أما " مجدي قاسم"  فقد ضحك بشدة عند سؤاله عن معمر القذافي...وأكد أن كل صلته بسيادة العقيد هي عن طريق موقع اليوتيوب حيث " يتبادل هو وزملاؤه فيديوهات كوميدية  لمعمر "الطاسة القذافي" ويستلقون من الضحك عليها " ، وأضاف مجدي الطالب بالسنة النهائية بكلية طب المنصورة أنه هو وزملاؤه دائما  ما يتساءلون عن التشخيص الطبي لحالة القذافي ويختلفون فيما بينهم بين متهم له بالجنون وبين من يرى في القذافي ذكاء لا يمكن تجاهله و أنه يلجأ للسخرية متعمدا لتشتيت الانتباه عن سقطاته ...ويكفي أنه حول الوضع الحالي في ليبيا من مأساة تذرف لها الدموع إلى ملهاة وتبادل نكات القذافي وخطاباته بدلا من التعاطف المطلوب حاليا مع الشعب الليبي.

أما سليمان الصابر فيرى أن " القذافى هو آخر قائد يدافع عن الإشتراكية في الشرق الأوسط
وطبيعي أن الغرب سيحاربه ، و طبيعي أن شافيز و أورتيجا و كاسترو يدافعوا عنه .
وهو ثائر و زعيم و قائد فعلاً و لكن أطواره غريبة وهذا ما يجعل الناس يعتبرونه " أهبل " .
لكنه عنده فكر ونظرة سياسية مختلفة ، هو يرى الديموقراطية مثلما كانت في أثينا القديمة ، الشعب يجتمع ويتفق ويقرر ، وهي دي فكرة اللجان الشعبية عنده .
القذافي يواجه حرب فعلاً وليس مظاهرا تطالب بالإصلاح ، بمعنى إنه  ليس منطقياً أن المتظاهرين في أول يوم مظاهرات يسيطروا على الدبابات في بني غازي ! "
 
 بينما  تقول أميرة الكفراوي : " بصراحة شويه بشوفه  كويس وشوية بشوفه وحش ،  من تاريخه في أول وقت ليه بعد الانقلاب كنت بحس انه كويس لكن اللى بيعمله في الشعب دلوقتى والمجازر دي وكلامه اللي يحسسك إن اللي بيتكلم مش عارف إنه مسئول والكلام عن أملاكه وثروته هو شخصية مصابة  بجنون"

 وتتفق  سهي الحفني  مع سمية الكيلاني و أحمد حسن على أنه " مضطرب نفسياً وعنده جنون العظمة ومستبد وطاغية . "  و يقول  عبد الله الحميدي : " القذافى شخص كان الكثير من شعبه ينافقونه حتى وصل لدرجة أنه صدق أنه ملك ملوك أفريقيا ولما الشعب قال لا يا قذافى إحنا مش عاوزينك عمل زى المجنون أنا شعبي بيحبنى أنا شعبي هيموت علشانى أنا  أنا أنا وتحول إلى قاتل مجنون"

 أما مريم محب  فتقول " ببساطة وفي كلمة واحدة  "دا راجل عبيط  تحسى إن البشر في وادي وهو في وادي تاني خالص ...أموت وأعرف بيعمل الدماغ دي إزاي؟؟؟؟؟؟؟؟؟  "

و يضيف بهاء محمود : " كرئيس دولة هو بيرسخ في ذهني فكرة  إن الدول العربية  كلها محكومة  بأدنى شخصياتها "

ولخصت نورا طاهر رأيها  في القذافي في كلمة واحدة " مجنون "  واستطردت "   أرى القذافى - كما قال أستاذنا العظيم أحمد عكاشة - مريض نفسي ،  مصاب بجنون العظمة و التوحد مع كرسي الحكم ،  ويجب القبض عليه و إخضاعه للعلاج غصباً عنه "

 ويرى رياض الصباغ  أن :" القذافي مجنون ،  سلطوي مغرور مصاب بداء العظمة ، نهايته هتبقى يا إما القتل يا إما الانتحار "

بينما يقول هيثم أحمد : " اللي أنا كنت بفكر فيه إن الراجل دا أهبل و متخلف و في شواهد كثيرة على كده ،  إنما في خطاب له كان بيقول فيه إن أمريكا لما ضربت العراق و إسرائيل لما ضربت غزة لم يتحرك المجتمع الدولي و لم يتكلم ، أنا ساعتها حسيت إنه بيمثل إنه عبيط بصراحة "

أما منى يوسف  فتقول :" صراحة القذافى شخصيه سياسية مجنونة  ،  مش عارفة بصراحة هو إزاى لحد دلوقتي بالعقلية دي ماسك شئون دولة ؟

و ايه فكرة إنه يخلي الحرس بتاعه بنات يعني هل فعلاً لأنه لا يثق إلا فيهم ؟؟ كل سلوكياته مدعاه للشك والريبة ..وبصراحة أنا لا أتشرف  أن يكون دا رئيس لدولة شقيقة زى ليبيا"


لماذا سقطت الأحزاب المصرية في اهم اختبار للوطن ؟

لماذا سقطت الأحزاب المصرية في أهم اختبار للوطن ؟؟

·       سعيد عمار لأهالينا " البرادعي هو ملهم ثورة يناير "
·       " الأحزاب السياسية المصرية كلها بلا قيم سياسية "
·       " مصر لن تكون صالحة لنظام الدولة البرلمانية قبل 10 سنوات على الأقل "
·       " البرادعي لم يصارع على الرئاسة وإنما صارع من أجل التغيير "

    أجرى الحوار : سارة درويش –  روضة عفيفي


حين انطلقت ثورة 25 يناير ، لم تُسقط نظام الحكم فحسب وإنما أسقطت الكثير من الأوهام التي تخيلنا أنها حقائق وأمر واقع ، أسقطت الثورة وهم أن المصريين اعتادوا الخنوع ، وأن مصر لم يعد بها رجال كرجال أكتوبر ، أسقطت وهم الفتنة الطائفية ، والكثير من الأوهام التي تعمد النظام إقناعنا بها ليشغلنا بها عن فساده .
وأسقطت الثورة كذلك كل الأحزاب السياسية المعارضة للنظام والموالية له ، وظهرت حقيقة الأحزاب عارية على الرغم من أن بعض الأحزاب حاولت أن تظهر في الصورة إلا أن الجميع يعلم أن الأحزاب في مصر – للأسف – كانت أحزاب كرتونية .

قررت أهالينا أن تقترب أكثر من الصورة ، لنعرف لماذا سقطت الأحزاب المصرية في أهم اختبار للوطن ؟
 و أن تتعرف أكثر من حقيقة الحياة الحزبية في مصر قبل 25 يناير وكيف يمكن تغييرها بعد 25 يناير ، لذا كان لنا هذا الحوار مع  المهندس " سعيد عمار " منسق الجمعية الوطنية للتغيير بمحافظة الغربية ، وعضو لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية بالغربية أيضاً ، و القيادي السابق بحزب الوفد ، والذي شارك في ثورة 25 يناير ، من خلال المشاركة في تنظيم المظاهرات بمحافظة الغربية و العمل على دعوة كافة القوى السياسية والحزبية والشباب في الغربية للمشاركة في المظاهرات لدعم المتظاهرين في التحرير ولتأدية حق مصر .


·        ما سبب استقالتك من حزب الوفد ؟


بعد انتخابات رئاسة الحزب بين محمود أباظة والسيد البدوي كان عندنا أمل في أن يقوم الدكتور السيد البدوي بتغيير في الحزب ، فقد قضينا فترة ضد محمود أباظة لأنه كان يعتمد على الجمعيات الممولة الأمريكية داخل الحزب وكانت هذه نقطة خلاف كبيرة بيننا وبينه .
 وكنت أنا من ضمن الناس التي وافقت على رئاسة السيد البدوي للحزب وفقاً لشروط معينة ، قدمناها له في ورقة ووعدنا بقراءتها بتمهل وتركيز ، وكان من ضمن طلباتنا في هذه الورقة أن يكون لحزب الوفد وقفات في الشارع وحركات احتجاجية سلمية ، و أن يصبح الوفد في صدارة الأحزاب المعارضة ويتواجد في الشارع .
ولكننا اكتشفنا بسرعة أنه لن ينفذ وعوده لنا ، بدأت الشكوك بموضوع جريدة الدستور الذي كان مليء بالشبهات ولكنني لم آخذ بها وقلت أنه حين أحكم عليه كرئيس لحزب الوفد يجب أن أحكم بناءً على ما يحدث داخل الحزب نفسه ، ولكن جاءت الانتخابات البرلمانية ومواقفه المتغيرة منها لتؤكد لنا شكوكنا .
قال في البداية سنخوض المعركة الانتخابية بشرط أن تكون هناك ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية ، ثم قال سندخل الانتخابات اعتماداً على الوعد الرئاسي من مبارك ،  فلما فشلت الصفقة التي عقدها مع النظام و  سقط عدد كبير من مرشحي الوفد البالغ عددهم 211 مرشح ، وسقط منهم 200 وكلهم كانوا أعضاء سابقين في مجلس الشعب أو قيادات في حزب الوفد أو نجوم مشهورين  واتضح له أنه انخدع انسحب من الانتخابات ، فلو كانت الصفقة تمت  لما انسحب الوفد من الانتخابات ، وكان كل الناس يعلمون بوجود صفقة ولكن لم يكن هناك دليل على ذلك ، وإن كانت هناك شواهد فحين يرشح الحزب 211 عضو ، وتأتي شخصيات من خارج الحزب للترشح من خلال الحزب كل هذه شواهد على أن هناك صفقة بين الحزب والوطني ، وأنا أتصور أن الصفقة كانت مع صفوت الشريف ولكن الذي أدار العملية الانتخابية كان شخص آخر وكان يريد أن يطيح بصفوت الشريف ليحل محله ، مما أفشل الصفقة .


ولذا أرسلت له رسالة قلت له فيها أن كل ما انتخبناك من أجله فعلت عكسه تماماً ، أردنا منك أن تجعل الوفد في صدارة المعارضة فعقدت صفقة مع الحزب الوطني ، وأردنا أن يتواجد الوفد في الشارع وجدناه فقط في إعلانات التليفزيون وهكذا ... وختمت الرسالة بأن الوفد فقد قيم الديموقراطية والحرص على مصلحة الوطن وتمسك بالسلطة والمصالح الشخصية .
وليس السيد البدوي وحده إنما كل قيادات حزب الوفد وكل قيادات المعارضة في نفس الوقت .



·        قلت من قبل أنك تريد أن يسير حزب الوفد على نهج الراحل أسامة البحراوي ، ما هو نهج أسامة البحراوي في قيادة الوفد ؟؟


-          كان الوفد في عهد أسامة البحراوي له اتجاه قوي نحو رفض التوريث ورفض التمديد  ، كذلك كان رافضاً تماماً لعقد الصفقات بين الوفد والحزب الوطني ، كما كان يعمل على رفع سقف المعارضة في حزب الوفد في مؤتمراته وفي الصحف الصادرة عن حزب الوفد .


·        ولكننا لاحظنا منذ تولي السيد البدوي حزب الوفد أنه أصبح أعلى صوتاً ، وأكثر انتشاراً في وسائل الإعلام كافة . هل هذا صحيح ؟


-          هذا طبيعي لأن سلطة الحكم كانت تريد تلميعه بأي طريقة بناءً على الصفقات التي كان يعقدها معهم ، كما انه صاحب رأس مال عالي فبالتالي كان مستعداً لصرف مبالغ كبيرة جداً في سبيل ظهوره إعلامياً بشكل جيد .


أي أنك ترى أن الوفد لم يكن متواجداً على الساحة السياسية بقدر ما كان متواجداً بشكل دعائي وإعلامي ؟

نعم هذا صحيح  ، لأن سلطة الحكم كانت تهدف لتلميع السيد البدوي وتجهيزه لأي دور يلعبه  ، مثل محاولة القضاء على الجمعية الوطنية للتغير والقضاء على البرادعي ، وتشويه دوره ، ولكي يقوم بهذا الدور كان لابد من تلميعه إعلامياً كي يظهر وكأنه شخصية سياسية فعالة وحاضرة في المشهد السياسي .


·        قرأنا لك تصريحات كثيرة مؤيدة وداعمة لفكرة ترشُح الدكتور البرادعي رئيساً للجمهورية فما هي أسباب تأييدك للبرادعي ؟

أرى أن البرادعي مناسب لمنصب رئيس الجمهورية لأن تصوره السياسي عن الحركات الاحتجاجية السلمية كان تصوراً جديداً بمفاهيم جديدة لم نكن نعرفها في مصر كأحزاب معارضة كان كل ما نعرفه عن وسائل تغيير الحكم هو الإنقلاب العسكري أو الطلبات والمؤتمرات والشكاوي للأصلاح ، أما فكرة النزول للشارع للوصول لتغيير نظام كانت بالنسبة لنا فكرة جديدة .
وقد يكون السبب في ذلك هو وجوده في أوروبا في الفترة مابين 1990 وحتى 2005 ، حيث ظهرت في أوروبا في هذه الفترة الكثير من الحركات الاحتجاجية السلمية التي نجحت في النهاية في تغيير نظم الحكم التي كانت موجودة إلى نظم ديمقراطية ، حدث هذا مثلاً في الدول الاشتراكية التابعة للكتلة الشرقية ، وبعض الدول التي كانت ضمن الإتحاد السوفييتي وانفصلت بعد انهياره ثم استخدمت حركات الاحتجاج السلمي ووصلت للحكم عن طريقها ، وبالتالي غيرت كل دول أوروبا نظم الحكم فيها بأسلوب سلمي .


·        ... ولكن الفكرة كانت موجودة عند شباب 6 إبريل ...

نعم ، ولكن لم نكن نتخيل أنها من الممكن أن تُسقِط  نظام الحكم ، كنا دائماً نعرف أن التظاهر هو أحد وسائل الضغط  للأصلاح وفرض المطالب لكن لم نكن ندرك أنه يمكن أن يكون قوة لإسقاط الحكم ، بينما البرادعي عندما جاء أصر على أن يكون العمل السياسي من أجل التغيير بالاحتجاج  في الشارع و أن تكون الجماهير فى المقدمة وليس من خلال المؤتمرات والندوات و الجماهير تنتظر الزعيم .

من أهم الأسباب أيضاً هو أن البرادعي عندما دخل الحياة السياسية المصرية عرض نفسه كمرشح للرئاسة أمام الرئيس – وقتها -  حسني مبارك و هذا أفزع مبارك ، لأنه لم يكن يتخيل أنه بعد قضاء 30 سنة في الحكم يأتي أحد وينازعه الحكم ، لأن البرادعي كان أول منافس حقيقي لمبارك .

من أهم الأسباب أيضاً رد فعل البرادعي تجاه قضية مقتل الشاب خالد سعيد ، حين ذهب إلى الإسكندرية وشارك في المظاهرة التي نظمها الشباب في ذكراه ، في حين أن حركات المعارضة لم تكن تبدي كل هذا الإهتمام لقضايا حقوق الإنسان ، ولكن تصرف البرادعي كان يحمل رسالة واضحة وهي أن الإنسان مهما كانت تهمته فله حقوق ، ونجح في توصيل قضية خالد سعيد لجمعيات حقوق الإنسان في العالم وفي الإتحاد الأوروبي .

وعرفنا وقتها أنه من الممكن أن تتحول قضية واحدة لشاب لا يتم التحقيق معه بشكل أنسانى وقانوني ، تتحول إلى قضية للمجتمع كله بل وقضية جيل كامل يتبناها ويهتم بها .


بالإضافة إلى أن البرادعي عنده بعض المفاهيم السياسية العامة التي لو سارت عليها مصر ستصبح مثل دول أوروبا ، مثل الدستور المحترم عالميا ، و قدسية حقوق الانسان الفرد ، وأساليب الاحتجاج السلمى ، ثم الديموقراطية و أرتباطها بلقمة العيش ، وفكرته عن الأحزاب الدينية والأحزاب الإشتراكية .
كل هذه المفاهيم جاء بها البرادعي وكانت جديدة على المجتمع المصري والساحة السياسية ، كما أنه طرح تصوراً لحلول بعض الإشكاليات التي حيرت المجتمع كثيراً على سبيل المثال فكرة وجود الإخوان المسلمين كحزب ديني .

و  بخصوص العدالة الاجتماعية  طرح الاشتراكية كحل اقتصادي لكثير  من المشاكل الموجودة في المجتمع المصري وضرب المثل بالاشتراكية الموجودة في السويد ،التي يعد مستوى دخل الفرد فيها من أعلى الدخول على مستوى العالم ،  الاشتراكية  سمعتها سيئة في مصر لأن  الاشتراكية بمفهومنا القديم لا تصلح  ولكن  بالمفهوم الذي أشار إليه البرادعي قد تكون الحل لمشاكل المجتمع المصري ، فهي موجودة في العالم الغربي وهناك الكثير من الأحزاب القائمة على الاشتراكية في العالم ، حتى أن 12 دولة في أوروبا تحكمها أحزاب ديموقراطية اشتراكية .

·        هل هذا يعني أنك ترى أن للبرادعي دور كبير في قيام الثورة في مصر ؟


نعم ، أعتقد أن البرادعي كان ملهماً  للثورة .


·        إذن بماذا ترد على الاتهامات التي وجهت إليه بأنه عاد ليسرق نجاح الشباب ويركب موجة الثورة ؟؟

هذا الاتهام غير صحيح بالمرة ، بدليل أنه في وقت من الأوقات حين اعترض الشباب على أن يتكلم أي شخص بإسمهم تراجع البرادعي على الفور ، كما أنه لم يقدم نفسه كمرشح للرئاسة من تلقاء نفسه إنما جاء بناءً على طلب الناس .

البرادعي كان بالنسبة لنا فكرة في وقت من الأوقات ، حين كنا نفكر فيمن يمكن أن يصارع حسني مبارك على الحكم ففكر أحد الشباب في حزب الوفد بالجيزة ، وعرض فكرة أن يكون المرشح شخصية كبيرة وعظيمة كي تليق بمكانة ومركز مصر ، واقترح اسمين في ذلك الوقت ، الدكتور أحمد زويل والدكتور البرادعي .
وقتها لم يُقبِل الدكتور زويل على الفكرة ، أما الدكتور البرادعي فليس خبيرا فى الطاقة النووية إنما هو متخصص في القانون الدولي و العمل الدبتوماسى وله علاقات سياسية واسعة وعنده مفاهيم سياسية متطورة – أعلن قبل انتهاء مدته الأخيرة في رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه قد قبل الدعوة ويمكن أن يطرح نفسه لانتخابات الرئاسة لو طلب الناس ذلك .

الدكتور البرادعي هو فعلاً ملهم هذه الثورة وأحب أن يلعب دور مثل دور غاندي في أنه لم يصارع على الرئاسة بل صارع من أجل التغيير ، وإن كانت هناك بعض الملاحظات عليه .


·        حين أسس البرادعي الجمعية الوطنية للتغيير  طرح من خلالها بيان يتضمن عدة طلبات وقام الشباب وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير بجمع آلاف التوقيعات الموافقة على البيان ، حققت الطلبات صدى واسع واقتنع بها الكثيرون وآمنوا بقضية التغيير ، على الرغم من أن معظم هذه الطلبات طرحتها قوى المعارضة من قبل لكنها لم تلق نفس الصدى والترحيب من الناس فلماذا في رأيك ؟



السبب ببساطة  هو أن البرادعي في خلال 3 أشهر كان يتمتع بمصداقية كبيرة في الشارع المصري لا تتمتع بها الأحزاب السياسية ، وذلك لأن أحزاب المعارضة المصرية تلعب سياسة لكنها بلا قيم سياسية مثل التمسك بالديموقراطية والتمسك بالحرية وحقوق الإنسان ومصلحة الوطن .
كما أن  الأحزاب  تعودت على التفاوض مع السلطة من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من الكراسي في البرلمان ، كما تورطت معظمها في صفقات مع الحزب والنظام الحاكم للحصول على نسبة معينة في الكراسي في المجالس المحلية ومجلس الشعب .
وبالتالي أحزاب المعارضة كانت فاقدة للمصداقية في الشارع المصري بينما البرادعي رفض منصب رئيس الوزراء ورفض منصب امين جامعة الدول العربية ورفض منصب وزير الخارجية ورفض ان يعمل في حزب في ظل النظام القديم وهو أول من رفض دخول الانتخابات ودعا لذلك ، وبالتالي تمتع بالمصداقية من أول يوم دخل فيه الحياة السياسية في مصر .

·        إذن أنت مع اتهام الأحزاب المعارضة بأنها تعارض معارضة صورية بعلم وموافقة الحكومة  ؟

نعم ، ظهر بعد الانتخابات أن أحزاب المعارضة كلها أحزاب بلا قيم سياسية وتلعب دور أحزاب الظل للحزب الوطني ولذلك سقطت كل الأحزاب مع ثورة 25 يناير .


·        هل تتوقع أن تتغير الأحزاب بعد ثورة 25 يناير ؟

لابد أن تحدث عدة خطوات كي تتغير الأحزاب أولها أن تتغير قيادات الأحزاب وتأتي قيادات جديدة من الجيل الجديد ، ثانيها أن يتغير فكر الأحزاب بحيث يصبح هدف الحزب هو مصلحة الوطن وليس مصلحة الحزب أو قياداته ، وأخيراً و الأهم أن تتغير قيم الأحزاب وأن يصبح لها قيم تدافع عنها وبرامج جديدة تتفق مع ما حدث في مصر وما ستواجهه مصر من تغيير وتطور وتحديات . 

لكن الأحزاب حالياً هدفها هو الانتخابات ، وهذا لا يجب أن يكون هدف بل يجب أن يكون وسيلة لتحقيق هدف وقيمة .


·        في رأيك .. متى بدأ فساد الحياة الحزبية في مصر ؟



منذ نشأتها فنشأة الأحزاب أصلاً تأتي  بقرار من السلطة وبالتالي كانت فاقدة لجزء كبير من شرعيتها في الشارع السياسي .

·        ... إذن كي تتغير الحياة الحزبية يجب أن يتغير قانون إنشاء الأحزاب ؟

نعم ، وفكرة إنشاء الحزب نفسها أيضاً يجب أن تتغير ، وتكون نشأته من أجل قيمة ويكون مرتبط بمصالح الناس وليس بمصالحه الخاصة ، وأن ترتب الأحزاب أولوياتها وفقاً لرغبات وأولوليات الشعب ، الشعب المصري اليوم أولوياته هي الكرامة الإنسانية ثم العدالة الاجتماعية ثم مستوى حياة أفضل اقتصادياً
لذا يجب أن تتغير الأولويات بالنسبة للأحزاب أيضاً .



·        وهل تتوقع أن تغير الأحزاب من فكرها ؟



نعم ولكن المشكلة الوحيدة هي أن قيادات الأحزاب من المستحيل أن تتنازل بسهولة عن أماكنها لأنهم أصحاب مصالح ، لذا يجب أن يأتي التغيير من الأجيال الشابة في كل حزب مثلما حدث في 25 يناير .
يجب أن يفرض الشباب الموجودين في كل حزب التغيير على الحزب .



هل لديك مخاوف من ثورة مضادة ؟

أولاً رجوع مصر إلى ما كانت عليه مستحيل و السبب هو أن الشباب عبر بمصر كلها حاجز الخوف وأصبح الاحتجاج السلمي وسيلة مشروعة ومتعارف عليها في المطالبة بالحقوق ، ومن الصعب أن يحصل المصري على كرامته ثم يتنازل عنها .
ولكن هناك تخوفات من أن تتسلل فلول الحزب الوطني للأحزاب السياسية الموجودة أو يؤسسوا أحزاب جديدة ، ولأن معهم رؤوس أموال كبيرة من الممكن أن يدخلوا الانتخابات المحلية ويكون لهم تواجد كبير نتيجة ارتباط المصالح القديمة ، ولأن عنصر الفساد لم يتم القضاء عليه نهائياً ، وحينها سيدور صراع عنيف بين الجديد والقديم ، بين الشباب وبين فلول الحزب الوطني ونتيجته ستحسم لصالح الأقوى ، إما الشباب وإما فلول الحزب الوطني .

·        هل أنت من مؤيدي استمرار التظاهرات في التحرير ؟

نعم ، أنا معهم حتى تتحقق كافة المطالب و أولها تشكيل مجلس رئاسى و وزارة انتقالية و جمعية تأسيسية ، و لابد أن يكون الضغط بشكل سلمى ولا يعطل سير الحياة في مصر .



·        هل أنت مع تكوين الشباب لحزب 25 يناير ؟



نعم بالطبع  ، حتى لو كونوا مجموعة كبيرة من الأحزاب ففي النهاية ستتدمج هذه الأحزاب وتخرج الأحزاب الضعيفة و يكون لدينا عدد قليل من الأحزاب المعبرة بحق عن شباب 25 يناير .


·        لكن البعض متخوف من أن الحياة السياسية تفسدهم ، ويصابوا بلعنة الأحزاب من عدم المصداقية والصفقات وغيرها ؟


الفساد موجود و سيظل  موجود ولن ينتهي  من العالم ، إنما وجود الديموقراطية وآلياتها مثل الصحافة الحرة ، الجمعيات ، حرية  التجمع والتظاهر ، المحاسبة و العزل ، و وسائل الاحتجاج السلمي الكثيرة ، و الرقابة الشعبية
ستوفر  الفرصة لمقاومة أي رجوع عن القيم أو المبادئ وستساعد على محاسبة الفساد ومحاربته بسرعة.

* متى يمكننا أن نقول بكل ثقة أن الثورة قد نجحت ؟



-الثورة معناها التغيير وهي مرتبطة بأهداف عندما تتحقق هذه الأهداف يمكننا أن نقول أن الثورة نجحت ، و أهداف الثورة كانت تغيير نظام الحكم ، بمعنى تغيير الأشخاص والفكر والأسلوب وأن نعيش حياة ديموقراطية كاملة  ،  وأن نتمتع بالحريات : حرية التفكير والاعتقاد وحرية الرأي وحرية التجمع وحرية تكوين الأحزاب والجماعات وحرية التظاهر والاحتجاج السلمي ، وحرية الحصول على المعلومة وهي حق أساسي كي يتمكن الفرد من التحليل والمناقشة والمتابعة والمحاسبة والعزل  ،  و أن نتمتع كذلك بحق العدل الاجتماعي و أن يكون المواطن شريك حقيقى فى الوطن ، حين يتحقق كل هذا يمكننا أن نقول بكل ثقة أن الثورة نجحت .

وهذا لن يتحقق في خلال أيام ولا حتى شهور ولكن ، يجب أن يتم الاتفاق على المبدأ نفسه ، والبدء في خطوات حقيقية نحو تحقيق الأهداف .

·        هل أنت مع فكرة القوائم السوداء للثورة ؟


لا ، لابد أولاً أن يكون الاتهام مقترناً بالدلائل و إلا سنجد كل فرد لديه قائمة سوداء وفق هواه ، وهذا وضع غير حضاري وغير آمن و لا يجب أن نشجع هذه الفكرة .

يجب أن يكون لدينا دولة مؤسسات لها قانون يحكمها وفيها قضاء مستقل حتى عن تأثير الرأي العام لأنه يمكن توجيه الرأي العام بمجموعة من الصحف في اتجاه معين وبالتالي تؤثر على القضاء لذا يجب أن يكون القضاء مستقلاً .


·        لكن بعض الشباب يقولون أن الهدف منها ليس الانتقام ، ولكن لتعرف الثورة من معها ومن عليها فما رأيك ؟


- لا ، أنا ضدها تماماً ، لأن الفكرة أصلاً قائمة على تشويه الغير ، لابد أن نتجاوز هذا كله ونكف عن البحث في التاريخ القديم لكل الناس ونكف عن تبادل الاتهامات لأن هذا يشكل عقبة في مسيرة أي دولة عظيمة ، ولكن في نفس الوقت إذا كان هناك أي شخص متورط في فساد بشكل أو بآخر لابد من محاسبته بشكل قانوني بدون تعسف ولا تهاون أيضاً .

·        ما رأيك في الفكرة التي اقترحها الكثير من السياسيين والمفكرين وهي أن تكون مصر دولة برلمانية ويكون منصب رئيس الجمهورية منصب شرفي له سلطات محدودة ؟


هذا هدف لابد أن نصل إليه في مصر ، ولكن في الوقت الحالي  لا يصلح إطلاقاً بسبب عدم وجود أحزاب حقيقية لها برامج واضحة أو تواجد حقيقي في الشارع ، كذلك لنعطي الفرصة للأحزاب الجديدة التي سيتم انشائها في الفترة المقبلة  لتثبت تواجدها بين الناس ، وحينها سيمكننا أن نتحول إلى النظام البرلماني .

·        ومتى ستكون مصر جاهزة لتكون دولة برلمانية ؟

ليس قبل دورتين انتخابيتين ، أي حوالي 10 سنوات .



·        هل توافق على تكوين الإخوان لحزب سياسي ؟



هذه الفكرة أيضاً طرحها البرادعي ، وضرب مثالاً لها بالأحزاب المسيحية الديموقراطية في أوروبا ، والتي تشترط أن تكون هذه الأحزاب ديموقراطية تقر مبدأ المواطنة ودولة القانون والدولة المدنية ، وأن لا تنسب إلى الإسلام أو المسيحية كدين وإنما تنسب للمسلمين أو المسيحيين كبشر ، كي لا تكتسب قدسية وشرعية من الدين انما تكون قابلة للنقد و التعديل و التصحيح  لأنها من بشر ، و الشرط الثالث هو أن يكون لها تاريخ مرتبط بالعمل التطوعي الخيري في المجتمع مثل إقامة مستشفيات ومدارس وتقديم المساعدات الاجتماعية .
وبالقياس على ذلك أنا أوافق على تكوين الإخوان لحزب من الاسلاميين بشرط الالتزام بهذه الشروط .
وأن يتم هذا في إطار تداول السلطة .



·        وهل ترى أن الإخوان إذا أسسوا حزب ديني سيلتزموا بهذه الشروط ؟


نعم ، ولكنهم في الانتخابات لن يحصلوا على نفس النسبة التي كانوا يحصلوا عليها من قبل .

·        لماذا ؟

لأنهم كانوا موجودين في نظام تسلطي وكانوا قوة معارضة رئيسة في وجود هذا النظام ولذا كانت لديهم شعبية ، أما حين يختفي هذا النظام التسلطي فسيكون اختلافهم مع أحزاب ليبرالية أو أحزاب إيمانية ليبرالية كالحزب الذي نحن بصدد تكوينه ، فيه صبغة إيمانية مع مبادئ ليبرالية أكثر تقدماً بكثير من الحزب الإخواني ، فالإخوان سيجدوا أنفسهم في مواجهة أفكار ، وأفكارهم نفسها ستخضع للمناقشة والحوار والتصويت ، هذا بالإضافة إلى وجود شباب 25 يناير وفكرهم البعيد تماماً عن أي ميول أو انتماءات للإخوان  أو أي حزب آخر لأن الإخوان كان لديهم أيضاً صفقات مع الحزب الوطني والنظام .



·        قلت تواً " الحزب الذي نحن بصدد إنشاؤه " .. من أنتم ؟

نحن مجموعة من المواطنين المشاركين في الثورة مع  مجموعة من المواطنين المؤيدين للثورة في الأقاليم ، أردنا أن نكون حزب يعبر عن المواطن في الأقاليم ، ولا يكون حزب خاص بشخصيات كبيرة لامعة وتنضم إليه الناس من أجل هؤلاء الأشخاص .
بل أردنا أن يخرج الحزب من وسط الناس ، ويعبر عن أحلامهم وأفكارهم واحتياجاتهم في الأقاليم .

كذلك نريد أن يكون فكر الحزب متجدد دائماً ، مواكباً للأفكار المتطورة في العالم مثلاً في الاقتصاد يواكب الأفكار الحديقة مثل فكرة الاقتصاد المعرفي ، وهو فكر جديد يمكن الاعتماد عليه في مصر للنهوض بها بسرعة وتحقيق الرخاء ، وكذلك فكرة أن يتحول المصريون من اقتصاد البر إلى اقتصاد البحر ، وهو أكبر من مجرد صيد الأسماك ، بل مجالاته واسعة ومتنوعة مثل  الخدمات في البحر ، والشحن والنقل و التعبئة و التخزين والتوزيع .


·        هل بدأتم في خطوات فعلية لإنشائه ؟

بدأنا في الإعلان عنه من خلال مجموعة من الشباب تتولى التعريف به والحديث عنه .

·        هل لديكم خطة زمنية أو وقت محدد لإنشائه ؟



فور اكتمال العدد اللازم لإنشاء الحزب سيتم الأخطار به .



* هل من الممكن أن تخبرنا بأسماء الشخصيات المؤسسة للحزب ؟

لا يعتمد الحزب على الشخصيات اللامعة والمعروفة ،  نحن نريده قائم على مشاركة الناس ، أن يكون الناس حزباً معبراً عن أفكارهم ، ومن ينضم للحزب ينضم إليه من أجل مبادئه الأساسية ، ربما يستغرق هذا وقت أطول لكنه لو تحقق سيكون أفضل للبلد ، وهذا  بالطبع لا يمنع  أن تنضم له شخصيات لها وزنها.

____________________________________________

نُشِر في العدد الأول من جريدة أهالينا في مارس 2011