الجمعة، 3 ديسمبر 2010

مجلة إيران خان .. نافذة عربية على الثقافة الإيرانية

image

مجلة " إيران خان " مجلة  نصف شهرية و أول مجلة تهتم بترجمة الأدب الفارسى وتقديمه للقارىء العربى  وكمان بتعرف القارئ  بالثقافة الفارسية وبتهتم  بتقديم نماذج من الفن التشكيلى الإيرانى والموسيقى و مقاطع من السينيما الإيرانية .. وبتعرف القارئ بأهم الشخصيات اللي أثرت الثقافة الإيرانية ..

صاحب فكرة " إيران خان " واللي بيقدمها وبيترجم كل موادها  ، هو  " أيمن بدر " ..  أيمن شاب مصري خريج كلية الآداب قسم لغة عربية  ودرس اللغة الفارسية كلغة شرقية ودي كانت بداية علاقته باللغة الفارسية ،  وكان سبب انشاؤه للمجلة هو ان المترجمات عن اللغة الفارسية قليلة جداً لأن اللغة الفارسية تعتبر تخصص نادر ..

ولما " أيمن " دور عن نصوص مترجمة من اللغة الفارسية للعربية كانت النتيجة عدد قليل جداً من النصوص
ولقى ان النصوص الفارسية تم ترجمتها للغات كتيرة جداً وما اترجمتش للغة العربية رغم انها أقرب للعربية من اللغات التانية .. ومن هنا  كانت فكرته في انه ينشئ مجلة تعرف القارئ العربي بالثقافة الفارسية وركز على الأدب الإيراني لأنه بيضم اكتر نصوص فارسية ..  

ونجحت المجلة في فترة قليلة جداً .. ولفتت أنظار كتير من المهتمين بالثقافة ، حتى ان عدد القراء اكتر من 1300 في الفترة من 30 يوليو 2009 لحد النهاردة .. وصدر منها 6 أعداد متنوعين ما بين الشعر واللوحات الفنية الإيرانية وسيرة حياة شعراء وأدباء وفنانين إيرانين و قصص مترجمة .

علشان كده سألنا أيمن ياترى توقعت النجاح دا للمجلة رغم توتر العلاقات بين العرب وبين إيران ؟؟

فقال لنا : " أكيد توقعت نجاحها لأنها أول مجلة متخصصة فى الثقافة الايرانية كمان لأن  أى مثقف أو قارىء شغوف بالمعرفة بعرف يفصل بين الثقافة وبين العلاقات السياسية والدبلوماسية  والدليل علىكده توجه المهتمين بالأدب لقراءة عيون الأدب العالمى ومحاولة الإفادة منها بغض النظر عن سياسة الدولة أو اللغة اللى بيترجم عنها علشان يتطلع على ثقافات شعوب تانية ... لأن السياسة علاقة بين الدول والحكام أما الثقافة فهى علاقة بين الشعوب.


 شوفت ايه في الفن الايراني مختلف عن سياسة ايران ؟؟
 
الثقافة الإيرانية مختلفة تماما عن سياسة إيران ولكنهاأكيد متأثرة ببيها ، فبنلاقي فيها المؤيد للسياسة دي وفيها المعارض ويعبروا بكافة الأشكال الأدبية والفنية عن مواقفهم تجاه سياسة الدولة وكمان للسينما الإيرانية بصمة واضحة فى صناعة السينما العالمية وأخدت جوائز كتيرة فى المهرجانات العالمية ودي حاجة لازمن نتعلم ونستفيد منها و نحاول نوصل للمستوى دا


 ايه الهدف او الرسالة اللي نفسك توصلها من خلال المجلة ؟

الهدف من إنشاء المجلة هو محاولة التقريب بين ثقافتين متجاورتين ومتداخلتين من وقت دخول الإسلام بلاد فارس وتأثر اللغة الفارسية القديمة (البهلوية) باللغة العربية - الأبجدية العربية هي أبجدية الغة الفارسية الحديثة مع زيادة أربع حروف بس ...  مع اختلاف البنية الصرفية والنحوية طبعاً - فالثقافتين ممتزجتين وما ينفعش نفصل بينهم حتى في الدراسة الأكاديميةلأن كل لغة منهم اتأثرت باللغة التانية وعلشان كده الثقافة الفارسية قريبة جداً من الثقافة العربية .

هل بتتمنى انها تتحول لمجلة مطبوعة ولا انت مكتفي بكونها الكترونية ؟؟

أتمنى أكيد ان " إيران خان " تتحول لـ مطبوعة تنقل الثقافة الفارسية بحيادية وموضوعية  و أمانة لشريحة أكبر من القراء والباحثين بعيد  عن التوجهات السياسية والأوضاع
 السياسية الحالية فى إيران والعلاقات المتوترة بين مصر وإيران

ياولاد ياولااااااد تعالوا معانا علشان نسمع أبلة فضيلة


image


يا ولاد يا ولااااااااااااااااااااااد

إيه إيه إيه ؟؟

تعالوا معانا

 ليه ليه ليه ؟؟

علشان نسمع ابلة فضيلة راح تحكي لنا حكاية جميلة

 هتسلينا وتوعينا
 وتنادي كمان أسامينا

 أبـــــــلة .. أبلة فضيلة 

 ***
مين فينا ما بتسريش في جسمه رعشة لما بيسمع الأغنية دي حتى لو كان عنده خمسين سنة ؟؟
 مين فينا مش فاكر لما كان بيستنى الساعة 10 إلا عشرة بفروغ الصبر جنب الراديو
يستنى الحدوتة بتاعة أبلة فضيلة .. يستنى الغنوة والحدوتة ؟؟
مين فينا ما غناش معاها .. مين فينا ما فرحش لما سمع في يوم اسمه الأولاني بصوت أبلة فضيلة ؟؟
***
أبلة فضيلة .. الصوت الحنون الدافي .. اللي بيطلع بيك سابع سما ويرسم لك الحواديت
تحس ان صوتها فيه مليون صورة بتترسم .. بترسم ورود  وبنت وولد 
 وقصر الأميرة والملوك والشحاتين 
 بتحس انك شايف وحاسس وعايش الحدوتة بكل تفاصيلها 
 ***
 طب مين فينا عارف مين هي أبلة فضيلة ؟؟
 أبلة فضيلة اسمها بالكامل فضيلة توفيق ، وهي أخت الممثلة المعروفة سميرة توفيق
 في بداية حياتها درست الحقوق لكن ما قدرتش تحب القانون بصرامته وكلاكيعه ، وفشلت في شغلها كمحامية
اتجهت بعد كده للإذاعة ، وساعدها في كده " بابا شارو " الإذاعي المعروف باهتمامه ببرامج الأطفال وبراعته في تقديمها 
اشتغلت أبلة فضيلة في الإذاعة وساعدها صوتها المميز وشخصيتها الجميلة واحترامها لعقلية الأطفال في النجاح
وبقت أشهر مذيعة برامج أطفال في مصر ويمكن في العالم العربي كله
والناس كبار وصغار بقوا بيحبوها
و .... ولا أقول لكم إيه تيجوا نسمع من أبلة فضيلة حدوتة أحسن ..
 بس حدوتة النهاردة مش عن الأميرة الحزينة ولا عن الشاطر حسن
حدوتة النهاردة اسمها .. أبلة فضيلة

"كان حلم حياتي ان التحق بكلية الآداب قسم علم نفس
لولا تدخل والدي واصراره علي إلحاقي بكلية الحقوق
وفور تخرجي إشتغلت يوم واحد فقط في مكتب محامي شهير
وفشلت فشل ذريع في عملي كمحامية لأني كنت اتدخل للصلح
وبكيت كثيرا لان احد الاشخاص جاء للمكتب ليشتكي امه
وحاولت اصلاحه ونصحته بان يذهب إليها ليصالحها
فما كان من استاذي إلا ان اعفاني من عملي لانني لن اصلح محامية.

ذهبت للعمل بالاذاعة صدفة.. كما أوصاني أستاذي أحمد باشا المحامي الشهير  ،
واثناء اختياري تمنيت تقديم برامج اطفال ففوجئت بأستاذي بابا شارو 'محمد محمود شعبان'
يأخذني من يدي ويسألني ليه عايزة تشتغلي مذيعة اطفال ؟؟
فقلت علي الفور لاني احبهم واحببتهم من خلال برنامجك للاطفال.
تدربت علي يد اساتذة كبار وطلبت من استاذي بابا شارو ان اجلس في الاستديو مع الاطفال لاستمع للحدوتة التي يرويها فوافق علي الفور
وبعد شهور قليلة رشحه وزير الاعلام وقتها عبدالقادر حاتم للعمل في التليفزيون..
لتأتي الفرصة واقدم برنامج الاطفال بدلا منه.
بعد شهور قليلة عاد بابا شاروا للاذاعة مرة اخري..
وفوجئت به يطالبني بالإستمرار في تقديم برنامج الاطفال
لأني - كما قال - بنت موهوبة وفرحت جداً
واصبح بعدها رئيسا للاذاعة وظل معي برنامج الاطفال 'غنوة وحدوتة' حتي الآن رغم ترقيتي الوظيفية لأصل إلي درجة رئيس البرنامج العام.

***
تزوجت من رجل عظيم وكان يعمل كبير مهندسي الاذاعة كان كل حياتي.. وابنتي 'ريم' جعلتني جدة لاحفادي علي ويوسف وهي تعمل مهندسة كمبيوتر مع زوجها في كندا وبعد وفاة زوجي احسست بفراغ كبير فسافرت عندها ولكنني بعد ثلاثة شهور فقط اخذني الحنين إلي مصر فعدت مرة اخري.
زوجي كان أحن مخلوق في الدنيا.. ساندني كثيرا حتي  وهو علي فراش المرض .


****

حصلت طوال مشواري الاذاعي علي اكثر من 39 جائزة وتكريما وشهادات تقدير. ولكن احلي تكريم عندما تأتيني رسالة من طفل صغير بحروف مفرطة وخط وحش خالص اشعر بفرحة شديدة وارد علي رسالته فوراً.

***

سافرت كل دول العالم وتعاملت مع الاطفال باحترام واعجبتني نظافة كندا وتمنيت ان تكون مصر نظيفة وجميلة مثل هذه الدول المتقدمة فانا اعشق تراب بلدي مصر
*****

 وتوتة توتة .. خلصت الحدودتة.

بلقيس .. أنثى اختصرت كل النساء

image

لا تخافي .. لا تخافي ..
ما هناك امرأة شقراء .. أو سمراء ..
تستدعي اهتمامي
أنا لا أرقص في الحب على خمسين حبلا ..
لا ولا أشدو على ألف مقام
فضعي رجليك في الثلج .. ونامي ..


****

قالها نزار قباني ، وصدقته بلقيس ، وكان صادقاً معها إلى أبعد حد
فحتى بعد ان وضعت رفاتها فى النعش و أغمضت جفونها للأبد لم تسترع اهتمامه امرأة سواها
كانت الحبيبة الابدية ... والأم الأبدية .. والصديقة الأبدية ..
حتى انه هجر بيروت التى احبها دوماً منذ ان قُتِلَت بلقيس ..
ومات بعيداً عنها وكأنه يعاتب المدينة التى خطفت حروبها
الأهلية حبيبته الأولى والأخيرة ..

نعم الأولى !! فبالرغم من اكداس النساء فى شعره
وبرغم العدد الهائل من الجميلات اللائى قابلهن فى حياته
إلا أن واحدة فقط سرقت قلبه وامتلكته إلى الأبد ..
 
ترى من هى بلقيس ؟!! من هى تلك الساحرة الآسرة ؟!!


بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..




" بلقيس الراوى " المرأة التى حسدتها النساء حتى بعد موتها
من فرط عشق نزار لها وهيامه بها وحزنه عليها ، حتى ان امرأة قالت لنزار ذات يوم :

" اذا كان ثمة رجل يقدر أن يرثينى بعد موتى بمثل هذا الشعر فإننى مستعدة ان أموت الآن !! "

قابل نزار بلقيس فى زيارته الاولى للعراق عام 1962 ، فى إحدى الزيارات لأصدقاء مشتركين ..
ومنذ اللحظة الأولى لفتت بلقيس نظره .. بل وأثارت جنونه
ايضاً فهى المرأة الوحيدة التى لم تعره أى اهتمام ، وهو الذى ظن أنها ستقع فى غرامه
بمجرد ان يبدى اعجابه بها ..
وتقدم نزار لخطبتها الا ان والدها رفض لعدة اسباب منها فارق السن الكبير بين نزار وبلقيس الذى قارب العشرون عاماً ، وايضاً لأنه شاعر الحب والغزل ، فكانت الموافقة بمثابة مجازفة كبيرة لعائلة بحجم عائلة الراوى ..
وظل نزار يبعث بالوسطاء ويحاول اقناع العائلة بالموافقة وقد اقسم ألا يزور العراق مجدداً إلا بعد موافقة اهل بلقيس على خطبتهما ..
ووافق الاهل اخيراً بعد أن ساق اليهم أهم و أعظم الشخصيات فى العراق ومن ضمنهم ( الرئيس احمد حسن البكر ) وغيره من الشخصيات الهامة ..
وتحقق اخيراً حلم نزار فى ابريل 1969 .. وعاش نزار اجمل سنوات عمره فى كنف أم حانية وعاشقة ذكية واثقة ..
لم ترهقه بالغضب من المعجبات ، ولم تحاول أن تسرقه من قصائده ومن محبرته وأوراقه
حتى أنه قال عنها : " هى امرأة تعتبر مجدى هو نصف مجدها ، تمشى معى على طريق حياتى الشعرية فلا تحاول اغتيال اشعارى , لتبقى هى وحدها سيدة حياتى ..
وقد كانت بلقيس متممة ومكملة لشعرى .. كانت كوناً حضارياً وامرأة من الصعب أن تتكرر ..
امرأة متميزة بكبريائها وعنفوانها وثقافتها وثقتها بنفسها..
 خلال 12 عاما هى عمر زواجنا لم تحاول ابداً أن تتلصص على أوراقى أو تفتش عن امرأة فى خيالى ، فقد دخلت الى بيتى لتكون صديقتى وصديقة لقصائدى ..
وكما كانت حياتهما قمة العشق .. وقمة السعادة .. قمة التفاهم .. وقمة التحضر
كان الفراق ايضاً قمة الألم ... قتلت بلقيس فى حادث انفجار السفارة العراقية فى بيروت عام 1981
واخرجوا اشلائها متعفنة محترقة بعد 4 ايام .. لم يعرفها الا من خاتم زواجهما الذى يحمل اسمه ...
وجن جنون نزار .. اندلعت الثورة واشتعلت النيران بعقله وقلبه وجسده ، ظل 4 ايام يبكى على الرصيف المقابل للسفارة ..
لم يتخيل ان تسرق منه سعادته ودنياه بمثل هذه القسوة.. وكتب نزار مرثية بلقيس ، التى كانت مرثية للعروبة بأسرها وليس لمجرد امرأة عشقها... صب كل غضبه ونيرانه فى قصيدته بلقيس
حتى ان محمد عبد الوهاب الموسيقار المصرى الكبير بعث له ببرقية بها اربع كلمات فقط

" وانبغ ما فى الحياة الألم !! "


شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ
وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً
على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ
في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ ..
يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ
حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

تلكَ التي تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟والمُهَلْهَلُ ؟والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما .
.تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ،
عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟
.بلقيسُ لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ هذا هو التاريخُ . .
يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ ..
والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً ُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ ذاتَ يومٍ ..
من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ ..
تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ ..
في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ ..
يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ ..
والبشاعةِ ..
والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى ..
عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ بينِ الشَّظيّةِ ..
والشَّظيَّةْ حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ

كانتْ مزيجاً رائِعَاًبين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ من بعدما ..
قَتَلُوا الكلامْ ...

بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..

مُشْتَاقُونَ ..
مُشْتَاقُونَ ..
مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار ..
والأخبارُ غامضةٌ ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا ..
ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟؟

بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ ..
مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي ..
وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي ..
وقصيدتي ..
وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ ..
أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ ..
لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ ..
كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي ديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق لشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ ..
مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..

أيتها الصديقةُ ..
والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ ..
ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ :
ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..

فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا..

وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ ..
قصَّةٌ ولكُلِّ عِقْدٍ من عقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..

يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ ..
أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ ..
كنتِ تُدَخِّنِينَ ..

هناكَ ..
كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ ..
كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟؟

والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
.فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..

تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ ها أنتِ تحترقينَ ..
في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثر كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ

أنتِ أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..

ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..

ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ ..
ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :إنْ هم فَجَّرُوكِ ..

فعندنا كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ..

ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ نرجعُ كلَّ يومٍ ،
ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ..
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ ..
يسألُ عن قصيدَتِهِ التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ

الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ دري ..
كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ،
أنتِ يا بلقيسُ ،
والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
بلقيسُ ..
!نامي بحفْظِ اللهِ ..
أيَّتُها الجميلَةْ فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ أيَّتُها
امعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ

.. قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

حوار مع الروائي عادل عصمت



الأستاذ عادل عصمت كاتب روائي مصري من ابناء مدينة طنطا وُلد في 4 نوفمبر 1959 ، تخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس قسم الفلسفة عام 1984 ثم حصل على ليسانس الآداب قسم المكتبات من جامعة طنطا عام 1996 ويعمل أخصائي مكتبات بالتربية والتعليم ،  صدر له أربعة روايات " هاجس موت " و " حياة مستقرة " و" الرجل العاري " وأخيراً .. " أيام النوافذ الزرقاء " ، وصدر له مؤخراً كتاب " ناس وأماكن " .. قابلنا الكاتب عادل عصمت وكان لنا معه هذا الحوار ..

·       متى قررت أن تعمل في الأدب  ؟؟
مثل أي شاب طول فترة التعليم كنت أكتب بعض الخواطر والأشعار، وأخذت الكتابة بجدية بعد تخرجي من الجامعة وبالذات في بداية التسعينيات.

* وهل رحبت أسرتك  بهذا الاختيار  ؟؟

 أسرتي أرادت أن أكون مهندساً زراعياً، وبالفعل التحقت بكلية الزراعة لكنني لم أكمل دراستي بها  واتجهت لدراسة الفلسفة في كلية الآداب .

* ماذا أضافت لك دراسة الفلسفة ؟

دراسة الفلسفة علمتنى التأمل، وربما ساعدتني على الفهم وقد تكون –وهذا أمر لا أعرفه جيدا – أثرت في كتابتي.

ولماذا درست المكتبات بعد دراسة الفلسفة ؟

درست المكتبات كي توفر لي فرصة عمل ، في هذا الوقت كانت دراسة المكتبات توفر فرصة للإعارة  للخارج والعمل هناك ، ولكن ذلك لم يحدث وربما كان ذلك أفضل، وهذا تفكيرى اليوم وليس تفكيري وقتها.

 * أستاذ عادل حضرتك جربت العمل في الصحافة ..  لماذا ؟ ولماذا تركتها ؟

عملتُ بالصحافة في عامي 1988 و 1989 في جريدة الأهالي ،  لأني كنت أحب الكتابة ولم تعجبهم طريقتى في العمل، ربما لم تكن مناسبة لهم. فعدت من القاهرة إلى طنطا عام 1989 واشتريت سيارة " تاكسي " وفضلت العمل سائقاً على العمل في الصحافة .

* من هي أكثر شخصية أثرت بك انسانياً ؟

جدي .. جدي كان شخصية عظيمة في حياتي. تعلم في المعهد الأحمدي بطنطا لكنه اضطر للعودة إلى  قريتنا ليرعى أسرته بعد أن فقدوا أرضهم بالكامل في الأزمة المالية العالمية في الثلاثينيات ، فكان يشعر دائماً بأهمية التعليم وأراد أن يعوض في أولاده وأحفاده أمله الضائع في التعليم . 

* هل ظهرت شخصية الجد في إحدى رواياتك ؟

لا لا  .. جدي حدوتة كبيرة  لم أكتبها بعد ، و أتمنى أن يعطيني الله القدرة والعمر على كتابة عمل جيد عنه .

* ماذا أضاف لك عملك كأمين مكتبة ؟

من حظي الجيد في الحياة أني عملت كأمين مكتبة ، اكتشفت هذا أثناء كتابتي لروايتي الأولى هاجس موت .. كنت أعمل وقتها في مكتبة مدرسة التجارة بنين -وهي مكتبة عريقة وقديمة وفيها مجموعات من الكتب قديمة وقوية جداً - وقفت في المكتبة وشعرت أني في قلب العالم الذي تمنيت أن أكون فيه ، وقتها شعرت أني محظوظ جداً بعملي هذا .

* أثناء عملك كأمين مكتبة هل تقابل طلبة من الشباب يحبون القراءة أم أن الشباب هجروا الكتب كما يقال ؟؟

الحقيقة أن نسبة القراءة في مصر قلت جداً مقارنة بمنتصف القرن العشرين، الفترة التي أعتبرها العصر الذهبي للقراءة في مصر رغم أن عدد المتعلمين كان أقل من عددهم الآن ، ونسبة القراءة بدأت تتآكل وتقل مع الوقت  حتى وصلنا للثمانينيات والتسعينيات حدثت سقطة كبيرة في الحياة الثقافية في مصر لأسباب عديدة منها الأزمات المالية و ارتفاع أسعار الكتب وانشغال الناس بحياتهم .

* ... البعض يرى أن السبب أيضاً يرجع إلى أن الناس أصبحوا يعتمدوا على مصادر أخرى للمعرفة غير الكتب كالإذاعة والتليفزيون وشبكة الإنترنت ; فما رأيك ؟ 

هذه الفكرة  التي يرددها الناس أن التليفزيون أو الانترنت أخذوا الناس من الكتب ، هذه الفكرة مغلوطة ، وأتمنى أن يسألوا أنفسهم: البلاد التي اخترع أهلها الانترنت والتليفزيون لماذا لم يهجروا الكتب ؟؟!

لذا لا تصلح هذه الفكرة كمبرر ، ليس المهم الوسيط الذي نحصل على المعلومات من خلاله، الأهم من الوسيط هو وجود الرغبة في المعرفة . 

* أثناء حديثي معك قلت لي أن حظكم كجيل أسبق أفضل من حظنا كجيل جديد ، والحقيقة أني اندهشت لأني اعتدت دائماً أن أسمع ممن هم أكبر سناً أننا جيل محظوظ ومرفه .. فهل من الممكن أن توضح لي وجهة نظرك ..

طبعاً حظنا أفضل بكثير جداً ، أولاً كانت بقايا التعليم الجيد لازلت موجودة ولم تهدم بالكامل فأخذنا بنية تعليمية أفضل منكم .

ثانياً شروط الحياة كانت أفضل وأكثر وفرة ولم تكن الحياة بهذا الصخب أو الزحام ولم يكن هناك كل هذه الضغوط العصبية.
انتم جيل مظلوم فعلاً ، وكي تحصلوا على مكانة اجتماعية أو معارف أكثر يجب أن تتعبوا جداً . 

* هل لك تجارب في كتابة القصة القصيرة ؟

نعم ..  نشرت مجموعة قصص قصيرة في عام 1997 ، نُشِر لي حوالي ست أو سبع قصص قصيرة في أخبار الأدب لكنني لم أحب أن أجمعهم في كتاب لأني اعتبرتها تمرينات على كتابة القصص القصيرة .


* وهل لازلت تكتب قصص قصيرة ؟

نعم ، أنا أحب فن القصة القصيرة أكثر من الرواية ، وأرى أن بعض الموضات السائدة في كتابة القصة القصيرة لم تتحرى الآفاق الساحرة لفن القصة القصيرة ، وأتمنى أن يكون كتابي القادم بعد  " ناس وأماكن " ، مجموعة قصصية .


* من هو كاتبك الروائي المفضل ؟

أنا أحب كل الروائيين وتعلمت منهم جميعاً لكن يظل نجيب محفوظ علامة مهمة متفردة ومعلم كبير لأجيال من الكتاب الروائيين المصريين وسيظل  مدرسة وليس مجرد كاتب، فقد  ترك لنا ثروة لا تنفد من الكتابة والحقيقة أني تعلمت منه ولازلت .
أما من الروائيين الأجانب فقد كنت مغرماً لفترة بجابرييل ماركيز لكني تعلمت اكثر من جيمس جويس ومارسيل بروست فهم من أساتذة الفن الروائي في القرن العشرين .

* هل أنت مع أم ضد تحويل الروايات لأفلام ؟؟
تحويل الرواية لفيلم لا يضر الرواية في شيء ، بل على العكس في الدول الأوروبية عندما يشاهدون فيلم له أصل أدبي ، يبحثون عن الأصل الأدبي له ليقرأونه ليروا كيف عبر الكاتب باللغة عن الصورة التي شاهدوها.

* وأي رواياتك ترى أنها من الممكن أن تتحول لفيلم ؟

من فترة قريبة جداً أرسل لي شاب من بورسعيد رسالة يقول لي فيها أنه قرأ " أيام النوافذ الزرقاء " ويفكر في عمل سيناريو لها لأنه متخرج في قسم السيناريو في معهد السينما ، ويبدو أنها تصلح كفيلم ..

أما أنا فأرى أن الرجل العاري قد تصلح كفيلم " أكشن " مشوق .

* بمناسبة الرجل العاري .. هل هي مقتبسة عن أسطورة أو خرافة شعبية ؟

لا هي قصة تكاد تكون واقعية ، كان هناك بالفعل شخص يظهر عارياً في قريتنا لكن القصة في الرواية مختلفة تماماً .

* قلت لي أنك تعتبرها أحب رواياتك إلى قلبك .. لماذا ؟؟

لأني كنت أحاول أن أكتب رواية عن القرية ، وكان خلفي تراثاً كبيراً جداً من الأدب الذي تناول القرية
بداية من عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وعبد الحكيم قاسم ، فكنت اتساءل ماذا يمكنني أن أقدم بعد هؤلاء الأساتذة الكبار و حاولت لسنين طويلة أن أكتب قصة أو رواية عن القرية ولم أستطع ، حتى صادفتني قصة الرجل العاري التي وجدت فيها صيغة مناسبة لكل القصص التي فشلت في أن أكتبها ، وكتبتها في فترة قصيرة جداً حوالي شهرين أو ثلاثة .
 
* هل توافق على مصادرة الروايات التي يرى المجتمع أنها لا تتفق مع قيمه أو تقاليده ؟؟

لا ، أنا أحب الحرية جداً ، ولا يجب مصادرة أي رواية لأي سبب ، لا الدين ولا السياسة ولا الجنس .. يجب أن يعبر الناس عن انفسهم في حرية كاملة ، وفي تصوري أن القمع والمنع من الممكن أن يضروا المجتمع أكثر من الحرية . 

* في بداية مشوارك الأدبي هل واجهت صعوبات في النشر ؟؟

لا ، الحمد لله حظي كان جيداً لأن طباعي الشخصية جعلتني أرفض الوقوف في طوابير دور النشر الحكومية ، و من حسن حظي صادفت ناشر أحب كتاباتي من اللحظة الأولى وبذلك كنت أكتب وأنا مطمئن من جانب النشر وهذا شيء مهم جداً للكاتب .

* ما رأيك في حال الثقافة المصرية والعربية ؟

 أشعر أننا في بدايات نهضة مادام الشباب عاد من جديد للقراءة والاهتمام بالكتب  وهذا شيء شعرت به من بدايات هذا القرن ، كما أن الاهتمام بالتعليم في لحظة ما سوف ينتج لنا تقدماً على المستوى الأدبي والعلمي . 

* ما هو تصورك لما يجب أن يحدث كي تنهض الحياة الثقافية بمصر ؟

في البداية التعليم  هو الأساس ، يجب أن ننمي الرغبة في المعرفة من خلال الفصل الدراسي ، لو استطعنا أن نضع أنظمة تعليم تساعد التلاميذ المصريين على أن يسألوا ويبحثوا عن المعارف تأكدي أن كثير جداً من المشكلات التي نظن أنها مشكلات أبدية سوف تُحَل ، و أنا واثق في الشعب المصري الذي امتد جدوده لأكثر من 10 آلاف سنة في الزمن صان فيها نظمه في التعلم.  

* وماذا أيضاً ؟

 أن تتحسن الأحوال الاجتماعية للناس ليس فقط من ناحية الأداء الاقتصادي ولكن أيضاً يجب أن يتطور فهمنا للحياة ، يجب أن تتغير فكرتنا في أننا نجري دائماً وراء الاستحواذ .... هذه الفكرة تستهلك جزء كبير من طاقاتنا وجهدنا لدرجة أن هناك من تمر حياتهم وهم يشعرون أنهم لم يعيشوها .
نحن نحتاج لأن نتذوق الحياة ونستمتع بها .

* ما هي أقصى طموحاتك الأدبية .. أن تحصل على جائزة ما أم أن تنجح في توصيل رسالة معينة ؟؟

أتمنى أن أكتب الروايات التي أريد أن أكتبها .. سواء كانت جيدة ام لا المهم أن أكتبها لأني أستمتع حقاً بالكتابة .
وأتمنى من الله أن يمنحني الوقت والطاقة و أتمكن من كتابتها  .


___________________________
نُشر بجريدة وفد الدلتا



عبد الغفار الصابر لأهالينا : النظام عامل حسابه كويس ومقاطعة الانتخابات لن تحرجه أمام المجتمع الدولي

دخول الانتخابات رغم ما فيها من تزوير يعتبر نوع من النضال الوطني 
 يجب على الأحزاب السياسية أن تقوم بدورها في توعية الشعب
 توعية الشعب ليست مسئولية الحزب الحاكم لأنه المستفيد الأول من غياب الوعي
أنا معجب جداً بحركة 6 إبريل وكفاية لأنهم ينزلوا للشارع ويلتحموا بالمواطنين ويعبروا عنهم


أجرى الحوار - سارة درويش
عبد الغفار سليمان الصابر من مواليد قرية الدهتورة - مركز زفتى بالغربية ، في 1 مارس 1950 ، حاصل على بكالوريوس العلوم والتربية من كلية طنطا ، و شغل عدة مناصب منها مدير عام بالتربية والتعليم ، و وكيل أول بمدرسة ثانوية عسكرية .
مارس عبد الغفار الصابر العمل السياسي منذ كان طالباً من خلال الانضمام إلى  الاتحادات الطلابية ومنظمات الشباب والاتحاد الاشتراكي .
وخاض انتخابات مجلس الشعب عدة مرات على فترات متباعدة عن دائرة زفتى .
كما شارك في تأسيس حركة " مواطنون ضد البيع " التي تبنت قضية بيع محالج القطن في مصر وعلى رأسها محلج زفتى 2010 ، كما شارك في الكثير من الحملات الشعبية من أجل تصحيح أوضاع المعلمين ، والعمال وغيرهم ..
وهو الآن يشغل منصب أمين محافظة الغربية بحزب التجمع ، وقد قرر أن يخوض الانتخابات هذا العام بعد فترة طويلة من معارضة الاشتراك في الانتخابات نظراً لكل ما يحيطها من تزوير وتزييف ، و قد أثار تغير موقفه اهتمام الكثيرين وأثار تساؤلات عديدة مما دفعنا لأن نجري معه هذا الحوار ...
- أ/ عبد الغفار لقد كنت حتى وقت قريب من أشد معارضي المشاركة في الانتخابات في ظل الظروف المحيطة بها من عدم نزاهة وتزوير وعدم وجود إشراف قضائي على الانتخابات ، وهذا العام غيرت رأيك وقررت الترشح في مجلس الشعب . هل من الممكن أن توضح لنا أسبابك ؟
* فعلاً أنا كنت في فترة من الفترات أعارض دخول الانتخابات للأسباب المعروفة ، ولكن السياسي الحقيقي  هو من يطور أفكاره ويغير مواقفه  حسب تغير الظروف .
- في رأيك .. هل تغيرت الظروف المحيطة بالانتخابات ؟
*  لا لم تتغير ولكن أفكاري أنا تغيرت ، ففي الفترة التي كنت أفكر فيها هل الصواب أن ندخل الانتخابات أم لا  كنت بالمصادفة أقرأ كتاب عن تاريخ الحياة السياسية في مصر في فترة ما قبل الثورة فاكتشفت أن حزب الوفد كان يدخل تقريباً كل الانتخابات ما عدا مرة أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر ، و هو يعلم أنها ستزور ضده وكانت تزور فعلاً وتفوز عليه أحزاب أقلية لا تمثل الشعب ، ورغم هذا كان يدخل الانتخابات كل مرة وكان يعتبر دخول الانتخابات نوع من النضال ،والآن تاريخنا يذكر حزب الوفد وينسى كل الأحزاب التي فازت بالتزوير ، هذا جعلني أعيد التفكير  و رأيت أن دخول الانتخابات هو الذي يبقى ويدفع بمصر إلى الأمام .
النقطة الثانية هي أنه في تلك الفترة كانت تقام المباريات التمهيدية لكأس العالم ، وفي إحدى المباريات فازت فرنسا في مباراة وانضمت للمونديال بهدف حققه لاعب بلعبة مخالفة لقواعد اللعبة وغيرها من الأخطاء وكان الحكام يخطئوا ويغيروا في نتائج المباريات ورغم ذلك لم يحدث أن انسحب فريق رغم الأخطاء الفادحة والواضحة .
ولاحظت أن الفرق واصلت اللعب وفي نفس الوقت  لم تفرط في حقها واحتجت وقدمت شكاوى رسمية  وبالتالي بدأت الفيفا في التفكير في كيفية التغلب على هذه المشاكل .
وبالقياس ،  اللعبة السياسية في مصر تحدث فيها مخالفات وأخطاء فادحة لكن يجب أن ألعبها وأناضل وأكافح من أجل تصحيح الأخطاء وجعلها نزيهة وصحيحة ، وبالتالي آمنت بأن دخول الانتخابات واجب وطني .
السبب الثالث لخوضي المعركة الانتخابية هذا العام هو أننا لا نتعلم الديموقراطية بين يوم وليلة ، لا يجب أن أقارن بين الديموقراطية الموجودة في انجلترا الموجودة منذ مئات السنين وبين ديموقراطية نريد إقامتها اليوم في مصر بين شعب يعاني أكثره من الأمية ولازلنا نحتاج لأن نضع لكل مرشح رمز انتخابي مرسوم كي يذهب المواطن للانتخاب على أساسه لأنه " ما بيعرفش يقرا الاسم !! "
فبالتالي لابد أن أكون واقعي وأن أعرف طبيعة وظروف المجتمع الذي أعيش فيه ولا أطالب بديموقراطية بريطانيا ، ولا أقصد بذلك أننا لا نستحق ديموقراطية بريطانيا ولكن أقصد به أن كفاح الشعوب تراكمي .
- ما الذي يجب علينا فعله – من وجهة نظرك – كي تتغير الظروف المحيطة بالانتخابات كي تصبح انتخابات نزيهة ؟
* · هناك دورين علينا أن نقوم بهم ، دور للشعب ودور للنخبة في المجتمع ، ودور النخبة أكبر بكثير من دور الشعب المطحون في اللهث وراء لقمة العيش ومحاولة التعايش مع ظروف الحياة الصعبة ، بينما النخبة مرفهة  تكتفي بالكلام في المكاتب والقاعات المكيفة دون أن ينزلوا للشارع ويشاركوا الناس معاناتهم .
النخبة عليها أن تدفع الثمن وتتصدى للنظام ، أنا معجب جداً بكل الحركات الشبابية التي نزلت الشارع سواء كانت كفاية أو 6 إبريل أو غيرها من حركات شبابية .
وأنا لا أقصد بالصدام مع النظام والتصدي له الصدام المسلح ولكنني أقصد الصراع الفكري ، الاعتراض وأن نقول " لا  هذا خطأ " ..
الدور الثاني للنخبة هو توعية المواطنين ، فالتوعية ليست مسئولية النظام الحاكم لأنه مستفيد جداً من غياب الوعي الشعبي ، والتاريخ يؤكد هذا فالخديوي  سعيد فور توليه الحكم أغلق المدارس وقال " إن الأمة الجاهلة أسلس قيادةً من الأمة المتعلمة " .
- من هي بالتحديد النخبة التي تقصدها ؟
الأحزاب السياسية ، و " لازم الأحزاب ما تتحججش بقانون الطوارئ "  فأنا أمين حزب التجمع بالغربية وأعرف كم المتاعب التي نواجهها كي نحصل على تصريح بإقامة ندوة في الشارع ولكن يجب أن تنتهي هذه الفترة .
- في الوقت الحالي شباب 6 إبريل ينزلوا للشوارع ويقوموا بتوعية الناس سياسياً دون تصاريح ولا ندوات ..
نعم ، هذا جميل جداً وهذا ما يجب أن يحدث من الأحزاب فهم يمتلكون إمكانيات أكبر من هؤلاء الشباب كما أن تعاونهم مع الشباب سيجعل مجهوداتهم وقراراتهم تتسم بالحكمة في توجيه الأمور بدلاً من أن يضيع حماس وطاقة هؤلاء الشباب دون فائدة .
- ما رأيك في الفكرة التي تنادي بها بعض الأحزاب وهي مقاطعة الانتخابات من أجل إحراج النظام أمام المجتمع الدولي ؟
* · " النظام عامل حسابه كويس أوي " ، في مصر 24 حزب ، لو أعلن  10 منهم مقاطعة الانتخابات سيدخلها 14 حزب من الأحزاب الشكلية التي منحها النظام تصاريح ويصبح المجلس بأكمله تابع للنظام ولن يحرجوا النظام أمام المجتمع الدولي  وسيصبح الشعب هو الخاسر الوحيد .
إحراج النظام يحدث في حالة امتناع الــ 24 حزب عن دخول الانتخابات " ولو دا حصل يبقى الثورة بعد 24 ساعة " .


_____________________________
نُشر بجريدة أهالينا بتاريخ 9 سبتمبر 2010