الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

حوار مع الروائي عادل عصمت



الأستاذ عادل عصمت كاتب روائي مصري من ابناء مدينة طنطا وُلد في 4 نوفمبر 1959 ، تخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس قسم الفلسفة عام 1984 ثم حصل على ليسانس الآداب قسم المكتبات من جامعة طنطا عام 1996 ويعمل أخصائي مكتبات بالتربية والتعليم ،  صدر له أربعة روايات " هاجس موت " و " حياة مستقرة " و" الرجل العاري " وأخيراً .. " أيام النوافذ الزرقاء " ، وصدر له مؤخراً كتاب " ناس وأماكن " .. قابلنا الكاتب عادل عصمت وكان لنا معه هذا الحوار ..

·       متى قررت أن تعمل في الأدب  ؟؟
مثل أي شاب طول فترة التعليم كنت أكتب بعض الخواطر والأشعار، وأخذت الكتابة بجدية بعد تخرجي من الجامعة وبالذات في بداية التسعينيات.

* وهل رحبت أسرتك  بهذا الاختيار  ؟؟

 أسرتي أرادت أن أكون مهندساً زراعياً، وبالفعل التحقت بكلية الزراعة لكنني لم أكمل دراستي بها  واتجهت لدراسة الفلسفة في كلية الآداب .

* ماذا أضافت لك دراسة الفلسفة ؟

دراسة الفلسفة علمتنى التأمل، وربما ساعدتني على الفهم وقد تكون –وهذا أمر لا أعرفه جيدا – أثرت في كتابتي.

ولماذا درست المكتبات بعد دراسة الفلسفة ؟

درست المكتبات كي توفر لي فرصة عمل ، في هذا الوقت كانت دراسة المكتبات توفر فرصة للإعارة  للخارج والعمل هناك ، ولكن ذلك لم يحدث وربما كان ذلك أفضل، وهذا تفكيرى اليوم وليس تفكيري وقتها.

 * أستاذ عادل حضرتك جربت العمل في الصحافة ..  لماذا ؟ ولماذا تركتها ؟

عملتُ بالصحافة في عامي 1988 و 1989 في جريدة الأهالي ،  لأني كنت أحب الكتابة ولم تعجبهم طريقتى في العمل، ربما لم تكن مناسبة لهم. فعدت من القاهرة إلى طنطا عام 1989 واشتريت سيارة " تاكسي " وفضلت العمل سائقاً على العمل في الصحافة .

* من هي أكثر شخصية أثرت بك انسانياً ؟

جدي .. جدي كان شخصية عظيمة في حياتي. تعلم في المعهد الأحمدي بطنطا لكنه اضطر للعودة إلى  قريتنا ليرعى أسرته بعد أن فقدوا أرضهم بالكامل في الأزمة المالية العالمية في الثلاثينيات ، فكان يشعر دائماً بأهمية التعليم وأراد أن يعوض في أولاده وأحفاده أمله الضائع في التعليم . 

* هل ظهرت شخصية الجد في إحدى رواياتك ؟

لا لا  .. جدي حدوتة كبيرة  لم أكتبها بعد ، و أتمنى أن يعطيني الله القدرة والعمر على كتابة عمل جيد عنه .

* ماذا أضاف لك عملك كأمين مكتبة ؟

من حظي الجيد في الحياة أني عملت كأمين مكتبة ، اكتشفت هذا أثناء كتابتي لروايتي الأولى هاجس موت .. كنت أعمل وقتها في مكتبة مدرسة التجارة بنين -وهي مكتبة عريقة وقديمة وفيها مجموعات من الكتب قديمة وقوية جداً - وقفت في المكتبة وشعرت أني في قلب العالم الذي تمنيت أن أكون فيه ، وقتها شعرت أني محظوظ جداً بعملي هذا .

* أثناء عملك كأمين مكتبة هل تقابل طلبة من الشباب يحبون القراءة أم أن الشباب هجروا الكتب كما يقال ؟؟

الحقيقة أن نسبة القراءة في مصر قلت جداً مقارنة بمنتصف القرن العشرين، الفترة التي أعتبرها العصر الذهبي للقراءة في مصر رغم أن عدد المتعلمين كان أقل من عددهم الآن ، ونسبة القراءة بدأت تتآكل وتقل مع الوقت  حتى وصلنا للثمانينيات والتسعينيات حدثت سقطة كبيرة في الحياة الثقافية في مصر لأسباب عديدة منها الأزمات المالية و ارتفاع أسعار الكتب وانشغال الناس بحياتهم .

* ... البعض يرى أن السبب أيضاً يرجع إلى أن الناس أصبحوا يعتمدوا على مصادر أخرى للمعرفة غير الكتب كالإذاعة والتليفزيون وشبكة الإنترنت ; فما رأيك ؟ 

هذه الفكرة  التي يرددها الناس أن التليفزيون أو الانترنت أخذوا الناس من الكتب ، هذه الفكرة مغلوطة ، وأتمنى أن يسألوا أنفسهم: البلاد التي اخترع أهلها الانترنت والتليفزيون لماذا لم يهجروا الكتب ؟؟!

لذا لا تصلح هذه الفكرة كمبرر ، ليس المهم الوسيط الذي نحصل على المعلومات من خلاله، الأهم من الوسيط هو وجود الرغبة في المعرفة . 

* أثناء حديثي معك قلت لي أن حظكم كجيل أسبق أفضل من حظنا كجيل جديد ، والحقيقة أني اندهشت لأني اعتدت دائماً أن أسمع ممن هم أكبر سناً أننا جيل محظوظ ومرفه .. فهل من الممكن أن توضح لي وجهة نظرك ..

طبعاً حظنا أفضل بكثير جداً ، أولاً كانت بقايا التعليم الجيد لازلت موجودة ولم تهدم بالكامل فأخذنا بنية تعليمية أفضل منكم .

ثانياً شروط الحياة كانت أفضل وأكثر وفرة ولم تكن الحياة بهذا الصخب أو الزحام ولم يكن هناك كل هذه الضغوط العصبية.
انتم جيل مظلوم فعلاً ، وكي تحصلوا على مكانة اجتماعية أو معارف أكثر يجب أن تتعبوا جداً . 

* هل لك تجارب في كتابة القصة القصيرة ؟

نعم ..  نشرت مجموعة قصص قصيرة في عام 1997 ، نُشِر لي حوالي ست أو سبع قصص قصيرة في أخبار الأدب لكنني لم أحب أن أجمعهم في كتاب لأني اعتبرتها تمرينات على كتابة القصص القصيرة .


* وهل لازلت تكتب قصص قصيرة ؟

نعم ، أنا أحب فن القصة القصيرة أكثر من الرواية ، وأرى أن بعض الموضات السائدة في كتابة القصة القصيرة لم تتحرى الآفاق الساحرة لفن القصة القصيرة ، وأتمنى أن يكون كتابي القادم بعد  " ناس وأماكن " ، مجموعة قصصية .


* من هو كاتبك الروائي المفضل ؟

أنا أحب كل الروائيين وتعلمت منهم جميعاً لكن يظل نجيب محفوظ علامة مهمة متفردة ومعلم كبير لأجيال من الكتاب الروائيين المصريين وسيظل  مدرسة وليس مجرد كاتب، فقد  ترك لنا ثروة لا تنفد من الكتابة والحقيقة أني تعلمت منه ولازلت .
أما من الروائيين الأجانب فقد كنت مغرماً لفترة بجابرييل ماركيز لكني تعلمت اكثر من جيمس جويس ومارسيل بروست فهم من أساتذة الفن الروائي في القرن العشرين .

* هل أنت مع أم ضد تحويل الروايات لأفلام ؟؟
تحويل الرواية لفيلم لا يضر الرواية في شيء ، بل على العكس في الدول الأوروبية عندما يشاهدون فيلم له أصل أدبي ، يبحثون عن الأصل الأدبي له ليقرأونه ليروا كيف عبر الكاتب باللغة عن الصورة التي شاهدوها.

* وأي رواياتك ترى أنها من الممكن أن تتحول لفيلم ؟

من فترة قريبة جداً أرسل لي شاب من بورسعيد رسالة يقول لي فيها أنه قرأ " أيام النوافذ الزرقاء " ويفكر في عمل سيناريو لها لأنه متخرج في قسم السيناريو في معهد السينما ، ويبدو أنها تصلح كفيلم ..

أما أنا فأرى أن الرجل العاري قد تصلح كفيلم " أكشن " مشوق .

* بمناسبة الرجل العاري .. هل هي مقتبسة عن أسطورة أو خرافة شعبية ؟

لا هي قصة تكاد تكون واقعية ، كان هناك بالفعل شخص يظهر عارياً في قريتنا لكن القصة في الرواية مختلفة تماماً .

* قلت لي أنك تعتبرها أحب رواياتك إلى قلبك .. لماذا ؟؟

لأني كنت أحاول أن أكتب رواية عن القرية ، وكان خلفي تراثاً كبيراً جداً من الأدب الذي تناول القرية
بداية من عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وعبد الحكيم قاسم ، فكنت اتساءل ماذا يمكنني أن أقدم بعد هؤلاء الأساتذة الكبار و حاولت لسنين طويلة أن أكتب قصة أو رواية عن القرية ولم أستطع ، حتى صادفتني قصة الرجل العاري التي وجدت فيها صيغة مناسبة لكل القصص التي فشلت في أن أكتبها ، وكتبتها في فترة قصيرة جداً حوالي شهرين أو ثلاثة .
 
* هل توافق على مصادرة الروايات التي يرى المجتمع أنها لا تتفق مع قيمه أو تقاليده ؟؟

لا ، أنا أحب الحرية جداً ، ولا يجب مصادرة أي رواية لأي سبب ، لا الدين ولا السياسة ولا الجنس .. يجب أن يعبر الناس عن انفسهم في حرية كاملة ، وفي تصوري أن القمع والمنع من الممكن أن يضروا المجتمع أكثر من الحرية . 

* في بداية مشوارك الأدبي هل واجهت صعوبات في النشر ؟؟

لا ، الحمد لله حظي كان جيداً لأن طباعي الشخصية جعلتني أرفض الوقوف في طوابير دور النشر الحكومية ، و من حسن حظي صادفت ناشر أحب كتاباتي من اللحظة الأولى وبذلك كنت أكتب وأنا مطمئن من جانب النشر وهذا شيء مهم جداً للكاتب .

* ما رأيك في حال الثقافة المصرية والعربية ؟

 أشعر أننا في بدايات نهضة مادام الشباب عاد من جديد للقراءة والاهتمام بالكتب  وهذا شيء شعرت به من بدايات هذا القرن ، كما أن الاهتمام بالتعليم في لحظة ما سوف ينتج لنا تقدماً على المستوى الأدبي والعلمي . 

* ما هو تصورك لما يجب أن يحدث كي تنهض الحياة الثقافية بمصر ؟

في البداية التعليم  هو الأساس ، يجب أن ننمي الرغبة في المعرفة من خلال الفصل الدراسي ، لو استطعنا أن نضع أنظمة تعليم تساعد التلاميذ المصريين على أن يسألوا ويبحثوا عن المعارف تأكدي أن كثير جداً من المشكلات التي نظن أنها مشكلات أبدية سوف تُحَل ، و أنا واثق في الشعب المصري الذي امتد جدوده لأكثر من 10 آلاف سنة في الزمن صان فيها نظمه في التعلم.  

* وماذا أيضاً ؟

 أن تتحسن الأحوال الاجتماعية للناس ليس فقط من ناحية الأداء الاقتصادي ولكن أيضاً يجب أن يتطور فهمنا للحياة ، يجب أن تتغير فكرتنا في أننا نجري دائماً وراء الاستحواذ .... هذه الفكرة تستهلك جزء كبير من طاقاتنا وجهدنا لدرجة أن هناك من تمر حياتهم وهم يشعرون أنهم لم يعيشوها .
نحن نحتاج لأن نتذوق الحياة ونستمتع بها .

* ما هي أقصى طموحاتك الأدبية .. أن تحصل على جائزة ما أم أن تنجح في توصيل رسالة معينة ؟؟

أتمنى أن أكتب الروايات التي أريد أن أكتبها .. سواء كانت جيدة ام لا المهم أن أكتبها لأني أستمتع حقاً بالكتابة .
وأتمنى من الله أن يمنحني الوقت والطاقة و أتمكن من كتابتها  .


___________________________
نُشر بجريدة وفد الدلتا



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Extremely rated post. I study one thing totally new on completely different blogs everyday. Deciding on one . stimulating to read the paper content from different writers and learn a bit something from their website. I’d like to use sure of this content on my blog you’re mind. Natually I’ll give a hyperlink here we're at your web-site. Appreciate your sharing.