السبت، 1 سبتمبر 2012

حسن الحلوجي لـ "العرب اليوم":

أعاني فوبيا السطو على ما أنشره إلكترونيًا

الصحافي والقاص المصري حسن الحلوجي
القاهرة ـ سارة درويش

يعد القاص والصحافي المصري فنان متعدد المواهب، فهو يمارس، إلى جانب الكتابة، التصوير الفوتوغرافي، والفن التشكيلي، وكتابة الخط العربي، ويقول الحلوجي لـ"العرب اليوم" عن كيفية الجمع بين كل هذه الفنون: "أنا أكتب متخيلاً الصورة..وأصور ناسجًا في ذهني سيناريو مكتوب للصورة.. أتنقل بين الصورة واللوحة والكتابة كالتنقل من حجرة لأخرى في سكن واحد.. وفعلت هذا في كتابي "أخضر بحواجب".. كنت أتخيل اللون كلوحة أمامي أولاً ثم أكتبه على الورق".
"العرب اليوم" قابل حسن الحلوجي وكان له معه هذا الحوار...
- لو كتبت حسن الحلوجي في قصة قصيرة جدًا، ماذا ستكتب؟
"واحد جه الدنيا ومش عارف يرجع".

- أنت مُقِل تمامًا من النشر الإلكتروني.. لماذا؟
ربما لاعتقادي بأن الصحافة الإلكترونية قابلة للفبركة أكثر، وأقل قابلية للتوثيق، ولا ترضي نزعتي العاطفية بقراءة اسمي على الورق، والاحتفاظ بالنسخة الورقية بين رفوف مكتبتي.

- هل ترى أن ذلك حرمك الانتشار الذي تستحقه؟
نعم، وأحتاج من يساعدني للتخلص من لعنة الورق، والتخلص من فوبيا السطو على ما أكتب إلكترونيًا، فأنا أحب كل ما أكتبه ولا أعرف كيف أحمي صوري وكتاباتي على الإنترنت.

- حسن أنت مبدع متعدد النشاطات والمواهب، تمارس كتابة الخط العربي، والفن التشكيلي، والتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى الكتابة.. أي تلك الفنون أقرب إلى قلبك؟ وتحب أن تتعمق أكثر فيه؟
أكتب متخيلا الصورة..وأصور ناسجًا في ذهني سيناريو مكتوب للصورة..أتنقل بين الصورة واللوحة والكتابة كالتنقل من حجرة لأخرى في سكن واحد..وفعلت هذا في كتابي "أخضر بحواجب"..كنت أتخيل اللون كلوحة أمامي أولا ثم أكتبه على الورق.

- المتابع الجيد لك يلاحظ أن مجلات الأطفال حفرت أثرًا في شخصيتك، حتى الآن، ولازلت تذكر شخصياتها، المعروفة منها والمغمورة، على الرغم من أنك في العقد الثالث من العمر.. لماذا تأثرت بهذه الدرجة بها؟
ربما لأني لازلت أمارس اشياء كثيرة يفعلها الأطفال، مثل قراءة هذه المجلات مثلاً.

- وهل فكرت في الكتابة للأطفال ؟
تسألني زوجتي كثيرًا لماذا لا تكتب أو ترسم للأطفال، فأقول لها هذه مخاطرة.. ورغم أني أحرر بابًا في مجلة "قطر الندى" للأطفال، إلا إنني لازلت أريد أن أتعرف على نفسي أكتر لأجد الطريقة التي تقنع الأطفال بما أقدمه لهم.

- ماهو تقييمك لأدب الطفل في الوقت الجاري، على المستوى العربي بشكل عام، ومصر بشكل خاص؟
سؤالك ذكرني بنكتة الطبيب الذي تخصص في الأطفال لأنه لم يكمل تعليمه، والكتابة للأطفال في صورة أدب أو غيره للأسف ينظر إليها في عالمنا العربي على أنها درجة تانية من الكتابة للكبار، ولا زال لدي أمل أن يفتتح معهد فنون الطفل في أكاديمية الفنون، ليعوض النقص الموجود في الرؤية الخاصة بالإبداع الموجه إلى الطفل في مصر.

- هل ترى أن التقنيات الحديثة المستخدمة الآن في إعداد وإخراج مجلات الأطفال، أضافت إليها أم العكس؟
أفقدتها روح الخط المرسوم بالقلم لا بـ"الماوس".

هل حدث أن أتممت عمل أدبي ما وإلى الآن لم ينشر؟ ولماذا؟
لدي مجموعة قصصية بها حالة تجريبية و أتمنى أن أنشرها قبل أن يأتي تيار المنع.. لكني أبحث عن نقود لنشرها.

- ولماذا لم تلجأ لنشرها إلكترونيًا لتخطي هذه العقبة مثلما يفعل الكثير من الكتاب الشباب في وقتنا هذا؟
 لأني لا زلت أرى أن القراءة الحقيقية تبدأ من لمس الورق وثني ورقة تذكرك بما توقفت عنده عند معاودة القراءة

- هل فكرت في إقامة معرض تشكيلي خاص لك بعد أن شاركت في عدة معارض؟
نعم ..لدي أعمال تكفي ثلاثة معارض لكن هناك عقبة الدفع لقاعة العرض المناسبة وإعداد اللوحات وهي جهد عشر سنوات في مجال الكولاج.

- كيف تقيم وضع الفن التشكيلي في مصر الآن؟ على مستوى الأعمال الفنية، وعلى مستوى الإقبال الجماهيري، والنقد أيضًا
هناك فنانون رائعون لكن جمهورهم بضعة آلاف من ثمانين مليون، وهناك غياب للنقد كوسيط بين الفن وجمهوره، وهناك رغيف عيش أهم لدى المواطن من جدار مرسوم عليه زهور.

- هل تتوقع أن يحرز تقدمًا في الفترة المقبلة؟ ولماذا؟
إذا حكم الإسلاميون سيلخصونه في المفارش والسجاجيد، وإذا حكم العسكر سيكون الفن التشكيلي في خدمة رجال البلاط.

- بعد تجربتين في القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا هل تفكر في الاتجاه نحو الرواية أو المسرح؟
نعم أفكر في كتابة عمل مسرحي مونودرامي طويل"من ممثل واحد" أخطط لأحداثه حاليًا.. أما الرواية فلا تناديني الآن.

يذكر أن حسن الحلوجي قاص، وصحافي، وفنان مصري، من مواليد 17 تموز/ يوليو 1979، في محافظة الدقهلية (شمال شرق دلتا مصر)، حاصل على بكالوريوس الفنون المسرحية، قسم الدراما في أكاديمية الفنون العام 2000، ودبلوم الدراسات العليا من معهد الفنون المسرحية، قسم الدراما العام 2002.
مارس الصحافة في أكثر من جريدة منها "القاهرة"، "وشوشة"، "مسرحنا"، وصدر له مجموعتين قصصيتين الأولى بعنوان "صور قديمة"، والثانية "رسم قلب"، وصدر له أخيرًا كتاب "أخضر بحواجب" وهو كتاب اجتماعي عن الألوان، يبحث فيه عن جمال الألوان في مصر، وفي الحياة بشكلٍ عام.

ليست هناك تعليقات: