السبت، 1 سبتمبر 2012

رحل مخلفًا 40 ألف رسمًا كاريكاتوريًا لاذعًا

25 عامًا على اغتيال الفنان الفلسطيني ناجي العلي

إحدى رسومات الفنان الفلسطيني ناجي العلي
القاهرة ـ سارة درويش

يصادف الأربعاء، 29 آب/ أغسطس، الذكرى الـ 25 لرحيل الفنان الفلسطيني، ناجي العليّ، في العام 1987، بعد غيبوبة دامت أكثر من شهر، إثر رصاصة أصابته تحت عينه اليمنى، في الـ 22 من تموز/ يوليو من العام نفسه، في لندن، أطلقها عليه شاب مجهول لهدف اغتياله. وسُلِبنا العليّ قبل أن يكشف لنا عن وجه حنظلة، الذي أصرّ ألا نرى وجهه إلا "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته". إلا إن حنظلة، رغم مرور 25 عامًا على رحيل مبتكره، ظل رمزًا للثورة الفلسطينية، وأطفال الحجارة، بل ورمزًا للمقاومة في الوطن العربي بأسره، كما يظل قاتله مجهولاً حتى الآن، بعد أن أثار اغتياله جدلاً واسعًا بشأن الجهة التي كانت وراء الاغتيال، حيث اتهم البعض إسرائيل بالضلوع في الجريمة، فيما اتهم آخرون منظمة "التحرير" الفلسطينية، واتهمت كذلك المخابرات العراقية، والسورية، فيما لا توجد أية دلائل ملموسة تثبت تورط جهة منهم. ويعد ناجي العلي واحدًا من أهم الفنانين الفلسطينين، الذي تميزت رسومه الكاريكاتورية بالنقد اللاذع، ولقب بـ"ضمير الثورة" حيث دأب على نقد القادة الفلسطينيين والعرب، ولم تقتصر رسومات العلي على الهم الفلسطيني فقط وإنما امتدت لتشمل التعبير عن تدهور أحوال الأمة العربية، بسبب حكوماتها، إضافة إلى انتقاده سياسات المجتمع الدولي تجاه فلسطين.
ويعد حنظلة هو أبرز شخصية ابتكرها العليّ، وهو صبي في العاشرة من العمر، يعقد يديه خلف ظهره، كرمز للفلسطيني الذي يعاني ظلم الاحتلال، وظهر حنظلة للمرة الأولى في جريدة "السياسة" الكويتية، في العام 1969، وقال عنه العلي إنه "الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية"، وأنه "ولد في العاشرة وسيظل دائمًا في العاشرة، ففي تلك السن غادر فلسطين، وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة، ثم يبدأ في الكبر"، وأضاف "قوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".
وفي العام 1973، بعد "حرب أكتوبر" رسم العلي حنظلة بيدين مكبلتين، تعبيرًا عن "رفضه المشاركة في حلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعًا".
يشار إلى أن العلي انتقد السلام مع إسرائيل انتقادًا لاذعًا، إلى الدرجة التي أغضبت بعض الحكومات العربية، حتى أن مصر منعت عرض فيلم جسد فيه الممثل المصري نور الشريف شخصية ناجي العلي.
وتعود بداية العلي الفنية إلى العام 1961، حين اكتشفه الصحافي والأديب الفلسطيني، الراحل، غسان كنفاني، الذي شاهد 3 أعمال من رسوم ناجي، في زيارة له إلى مخيم عين الحلوة، فنشر له أولى لوحاته، في مجلة "الحرية"، في عددها الـ 88 الصادر في 25 أيلول/ سبتمبر 1961.
وفي العام 1963سافر العلي إلى الكويت، ليعمل محررًا ورسامًا ومخرجًا صحافيًا، في صحف "الطليعة"، "السياسة"، القبس"، الكويتية، والدولية، و"السفير" اللبنانية.
ولا يعرف تحديدًا تاريخ ميلاد ناجي العلي، ولكن يرجح أنه ولد العام 1937، في قرية الشجرة الفلسطينية، الواقعة بين طبريا والناصرة، وهاجر مع أسرته في العام 1948 إلى جنوب لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هاجر من هناك، في العاشرة من عمره، وتعرض إلى الاعتقال أكثر من مرة في السجون الإسرائيلية، لنشاطته المعادية للاحتلال، فقضى غالبية وقته، داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، وكذلك اعتقله الجيش اللبناني أكثر من مرة.
وسافر ناجي إلى طرابلس ونال منها شهادة في ميكانيكا السيارات، وتزوج من السيدة وداد صالح نصر، من بلدة صفورية الفلسطينية، وأنجب منها 4 أولاد. ورحل العلي في آب/ أغسطس 1987 مخلفًا 4 ألف رسمًا كاريكاتوريًا، وأصدر 3 كتب في الأعوام 1976، 1983، 1985، تضمنت مجموعة مختارة من رسومه.

ليست هناك تعليقات: