الخميس، 12 أغسطس 2010

الفيس بوك ...الطريق إلى رئاسة المحروسة



جمال مبارك أنشأ صفحة تحمل شعار ان الله "جميل يحب الجمال "..فرد نور عليه  بصفحة تحمل شعار "مصر مش عزبة "...فرد جمال مبارك "مصر بعيدة عن شنبك "..فرد نور "مصر كبيرة عليك "...
وصفحة جديدة لمهاجمة البرادعي ظهر فيها بائع السميط والجبن
 تقرير –سارة درويش 
 آلية جديدة استخدمها الشباب المصري في التعبير عن افكارهم وطموحاتهم ونزعاتهم للتغيير.لجأ الشباب المصري الى العالم الافتراضي المتمثل في صفحات الفيس بوك يعلن عن موقفه ويظهر رأيه وجموحه للتغيير .
وإن بدا المشهد جليا في تأثيرات العالم الافتراضي على نظيره الواقعي في احداث ابريل 2008 أو ما يسميه البعض بهوجة المحلة .وعلى غرار البيت الشهير لابي نواس "وداوني بالتي كانت هي الداء "استغل رواد الحزب الوطني وجيل لجنة السياسات نفس الالية التي لجأ إليها المستضعفون لمقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة .
فظهرت جروبات تطاحن بعضها .جروب بعنوان "مصر مش عزبة " مناهضة للتوريث, فجروب آخر مناهضا لايمن نور "مصر بعيدة عن شنبك"..فجروب جديد يهاجم البرادعي بعنوان"سميط وبيض وجبنة"
عيال النت
الحكومة المصرية لم تستوعب التغيير العقلي ولا الظرف الزمني فظلت لوقت طويل تعتبرهم " عيال الفيس بوك " وظنت أنها حين تعتقل مؤسسي الحركة -6 ابريل -من الشباب والفتيات ستخيفهم وتقضي على الحركة تماماً .
إلا إنها استمرت لعام ، ولعام آخر ولم يقتصر نشاطها على الإضراب السنوي يوم 6 إبريل فقط ، بل أصبحت من أكثر القوى السياسية المؤثرة في المجتمع المصري .ربما لتمتعها بمصداقية تفتقدها كثير من الأحزاب ، وربما لأنها قادرة على التواصل مع الشباب .
وهنا التفت النظام إلى عالم الإنترنت والفيس بوك والمدونات بشكل أكبر ، وقيل أن جمال مبارك قد انشأ مدونة ليخاطب الشباب ويتقرب إليهم ، ولكن نتيجة لردود الفعل الهجومية توقف عن الاستمرار في المدونة وتناسوا الموضوع . نفس العام شهد عودة الدكتور محمد البرادعي إلى أرض الوطن وأسس الجمعية الوطنية للتغيير ، والذي كان نشاطها مقسماً بين العمل الميداني مع الشعب ، و التواصل مع الشباب عن طريق الإنترنت والفيس بوك خاصة . ثم توالت انشطة الجمعية الوطنية للتغيير فبدأت حملة جمع التوقيعات للموافقة على بيان البرادعي الذي يطالب بالتغيير ، وانتشرت صورة البرادعي على كافة الجروبات والمدونات .
شعر النظام للمرة الثانية بخطورة الانترنت وأهمية الشبكة العنكبوتية للتواصل مع الشباب ، وظهرت عدة " جروبات " على الفيس بوك باسم الحزب الوطني وجيل المستقبل وغيرها ، ولكنها - على عكس الصفحات والمجموعات التي تنادي بالتغيير - كان عدد أعضائها قليل جداً ، وأغلب من انضموا اليها انضموا اليها كي يكيلوا السباب للحزب الحاكم وأعضائه .
وعلى الرغم من تأكيدات جمال مبارك أنه لا يسعى للحكم ولا للتوريث حتى وقت قريب جداً فوجئنا بملصقات تغزو شوارع مصر بإسم " الحملة الشعبية لدعم جمال مبارك " على غرار " الحملة الشعبية لدعم البرادعي " لكن الفرق أن الأولى حقيقتها أنها " حملة الحزب الوطني لدعم جمال مبارك "رغم انكار الحزب الوطني علاقته بالحملة من جانب وانكار مؤسسي الحملة أنهم تلقوا أوامر بانشائها إلا إن كل مصري يعلم من وراء هذه الحملة .
ولم يكتف مؤسسو الحملة بالملصقات في الشوارع بل قرروا أن يستفيدوا من الجبهة الإنترنتية ويخاطبوا الشباب من خلال الفيس بوك ، وبالفعل تم انشاء صفحة باسم جمال مبارك ، كان من أبرز شعاراتها " إن الله جميل يحب الجمال " !!
وادعى مؤسسو الحملة والصغحة أنهم جمعوا أكثر من 1500 توقيع يدعم جمال مبارك وأنهم " ذهلوا من الشعبية الواسعة التي يتمتع بها السيد جمال مبارك !! "
وجاء الرد بليغاً بعد أيام من انشاء الصفحة ، حيث قام شاب باختراق الصفحة واستبدل صورة جمال مبارك بصورة أخرى له مكتوب عليها " غير مرغوب فيك ولا في أبوك " .وقام باختراق البريد الاليكتروني الخاص بما يسمونه الحملة الشعبية لدعم جمال مبارك واكتشف أن عدد التوقيعات أقل من 50 توقيع !!

ثم قام أيمن نور بإطلاق حملة " مصر كبيرة عليك " من خلال الفيس بوك أيضاً قاصداً بها جمال مبارك .فجاء الرد بحملة " مصر بعيدة عن شنبك " التي قال مؤسسوها في وصفها :
"المزور ايمن نور .. مصر بعيدة عن شنبك نحن شباب مصر ابناء شعب الكرم شعب الاخلاق شعب الابطال شعب العزة نقف صفا واحدا ضد من يحاول خداع هذا الشعب العظيم لذلك فاننا نوجه اليك يا ايمن نور هذه الاتهامات لجرائم نعلم انك ارتكبتها وأفعال وأقول التى أتى بها فى حق مصر وفى حق المصريين ومنها اعتذارك للكيان الصهيونى ورفضك للعدوان على الدولة العبرية التى تقتل كل ساعة من أبنآء فلسطين الحبيبة سنلاحقك ونبين أكاذيبك وعلى ما تبثه من وقت لآخر من افتراءات سنبين اقدامك على تضليل الرأى العام والشباب المصرى ومحاولة زعزعة أمن واستقرار مصر "
وقاموا من خلالها توجيه تهم لأيمن نور بأنه على علاقة مشبوهة بعدة منظمات اجنبية ، وأنه يتلقى تمويل من الخارج لزعزعة الأمن بمصر وككل الصفحات التي تخص الحزب الوطني ، كان عدد الأعضاء أقل ، ومعظمهم انضموا ليضعوا صوراً لجمال مبارك وعليها عبارات " لا للتوريث " .
وجاء رد أيمن نور في حديث مع شبكة البي بي سي بأنه " ماليش شنب ، دوروا على حد غيري!! " وكأنها إشارة خفية إلى انهم يقصدون بهذا الاسم البرادعي وليس أيمن نور وأنهم يحاولون ضرب عصفورين بحجر .
وظهرت بعد أيام صفحة أخرى تحمل اسم " سميط وبيض وجبنة " والتي تحمل في مضمونها هجوماً على كافة المعارضين بداية من أيمن نور مروراً بالأحزاب المعارضة وشباب 6 إبريل والإخوان وأخيراً البرادعي و صورة الصفحة نفسها فيها استهزاء بالبرادعي .
  • صفحات الحزب الوطني كلام × كلام
على الرغم من أن النظام التفت إلى شبكة الانترنت وإلى أهمية مخاطبة الشباب من خلالها إلا إنه لم يستطع منافسة المعارضة ولا الصمود أمامها ، ربما لأنه فاقد مصداقيته لدى الشعب وربما لأن كافة أنشطته لا تتعدى الكلام والشعارات في حين ان كل التنظيمات الخاصة بالمعارضة تعمل على الجبهتين بالتوازي ، فهي تخاطب رجل الشارع وتحتك به وتتكلم بإسمه وتسمع منه مطالبه وأوجاعه في نفس الوقت الذي تخاطب فيه الشباب وتبث فيه الحماس والوعي السياسي وتطلب منه المشاركة في نهضة بلده .
وتحولت المعركة على الإنتخابات الرئاسية إلى شبكة الإنترنت وإلى التقاذف بالسباب والتهم التي لا يعرف أحد أيها حقيقي وأيها زائف ، وبدلاً من أن يقترب الحزب الحاكم من الشعب ويحاول أن يمتص غضبه ويطيب أوجاعه تفرغ لمهاجمة المعارضة وسبها واتهام كل من يعترض بأنه خائن وعميل يهدف إلى زعزعة الأمن القومي.

ليست هناك تعليقات: